أجمع خطباء مساجد منطقة حائل في خطبة الجمعة (22 يناير 2016م) على خطورة تساهل بعض أفراد المجتمع في الإسراف في الأكل والماء والكهرباء ومصادر الطاقة المختلفة الخاصة والعامة، مبينين أن لها أضرارًا كبيرة ستطال جميع أفراد المجتمع من تلك السلوكيات التي تسرف وتبذر إما في سبيل المباهاة أو الكرم. واستدل خطباء الجمع في خطبهم بآيات كريمة وأحاديث شريفة تُحذر من الإسراف والتبذير واستدلوا بالآية (كُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)، والآية الكريمة (إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورا)، مشيرين إلى أن عادة التبذير هي عادة جاهلية من العادات القبيحة والتي فيها مفاخرة ممقوتة. وأكد خطباء الجمع أن المسرفين أصبحوا يسلكون هذا السلوك بعدما عانوا من الحرمان والعسر في زمانٍ مضى، ثم انقلب حالهم إلى السعة بعد الضيق، وبدلا من شكر النعم تحولوا إلى مسرفين؛ لجهلهم بتعاليم الدين الإسلامي، واستدلوا بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (.. أبشروا، وأمِّلوا ما يسرُّكم، فو الله ما الفقر أخشى عليكم، ولكن أخشى عليكم أن تبسط الدنيا عليكم كما بسطت على من كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها وتهلككم كما أهلكتهم). واستبشر خطباء الجمع بتحرك هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ضد تصرفات المسرفين والمبذرين والتي جاء الشرع بحرمتها والإنكار على فاعلها، مؤكدين أن المجاهرين بهذه المعصية سيُحالون للجهات المختصة، واتخاذ الإجراءات النظامية بحقهم، مبينين أن الإسراف في حفلات الزواج أو حفلات التخرج، أو بالمناسبات العامة والخاصة، أو في المياه والكهرباء جميعها تدخل ضمن نطاق الإسراف والتبذير الذي حرّمته الشريعة الإسلامية. وكانت وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد وجهت خطباء الجوامع في مختلف مناطق المملكة بتخصيص خطبة الجمعة عن موضوع الإسراف والتبذير، بعدما نشر ناشطون بمواقع التواصل الاجتماعي صورًا ومقاطع مرئية وثقت حالات التبذير والإسراف، وهاجم مستخدمو مواقع التواصل هذا الفعل ومستنكرين المفاخرة به، ومحذرين من زوال النعم