تنتج أودية وسهول وجبال ومزارع منطقة الباحة من خلال ( 555 ) مزرعة، تضم أكثر من 246 ألف شجرة، هذه الأيام أكثر من 10 أطنان من فاكهة الرمان بسراة المنطقة في منظرٍ تزهوا به تلك الأودية باللونين الأخضر والأحمر, حيث تصل قيمة مبيعات تلك المزارع خلال فترة الحصاد ما يقارب ال 20 مليون ريال. وفي ظل الإنتاج الوفير من الرمان الذي تكتظ به أسواق الباحة, حرصت إمارة المنطقة جاهدة لتنظيم بيع تلك الفاكهة الطيب مذاقها من خلال مهرجان الرمان، الذي تحتفي بافتتاحه كل عام، بتشريف من صاحب السمو الملكي الأمير مشاري بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة الباحة، الذي سيُطلق فعاليات المهرجان في دورته الرابعة، يوم الثلاثاء القادم – بمشيئة الله -، وذلك في مفرق بيدة في محافظة القرى, فيما أُتيحت الفرصة لشباب المنطقة لتسويق الرمان عبر المتجر الإلكتروني ليُحقق تسويقه وانتشاره داخل المملكة وخارجها. ويمنح مهرجان الرمان بأهميته الكبيرة روح التنافس بين الباعة والمشترين, حيث يعمل على تسهيل عملية البيع للمزارعين والمهتمين بزراعة أشجار الرمان من خلال العديد من المحال التي تم تجهيزها في مقر واحد, الأمر الذي يحقق المزيد من التنافس في الأسعار, ويجعل للمشتري حرية كبيرة في الاختيار. وتنمو أشجار الرمان في المناطق التي تقع على ارتفاع أربعة آلاف قدم فوق سطح البحر المعتدلة والحارة, فيما تنمو في المناطق الجافة كشبه الجزيرة العربية, ولكن اختلاف التربة يمثل عاملاً مهماً في جودة الإنتاج, فالتربة الرسوبية العميقة تعد من أفضل أنواع التربة الملائمة لزراعة أشجار الرمان. وتزرع أشجار الرمان أيضاً في كثير من أنواع التربة المختلفة كالرملية والطينية والتربة الثقيلة, وتختلف طريقة ريها بحسب نوعية التربة, علماً أن أشجار الرمان تعد من الأشجار المقاومة للجفاف إلى حد كبير, فضلاً عن ما تروى بالتنقيط فيتم توفير الاحتياجات المائية على مدار العام ويلاحظ عدم تجاوز كمية المياه عن الحد المناسب خاصة عند نمو الثمار لتجنب تشققها. وتنقسم أشجار الرمان إلى قسمين الأول يزرع لثمار الفاكهة والثاني يزرع للزينة والأزهار, فيما تتعدد أنواع ثمرة الرمان فمنها الحلو والحامض والمر وجميعها ذات فوائد طبية وغذائية متنوعة. وتتميز فاكهة الرمان عن غيرها بأسعارها في مواسم إنتاج مزارع المنطقة, حيث يتراوح أسعاره من 150 ريال للكرتون المتوسط الحجم, إلى 400 ريال للكرتون الأكبر . وأوضح مدير عام الشؤون الزراعية بمنطقة الباحة المهندس سعيد بن جار الله الغامدي أن المهرجان يهدف إلى التعريف بواقع إنتاج وزراعة الرمان وتسليط الأضواء على بقية المنتجات الزراعية بمنطقة الباحة وربط المصدرين والمستثمرين بالمنتجين الزراعيين بغية فتح آفاق أفضل للتسويق وتصدير فاكهة الرمان، وفتح مجال التعاون بين الجمعية الزراعية بالمنطقة وباقي الجمعيات في مناطق المملكة, علاوة على تعزيز النجاحات التي تحققت خلال المهرجانات في دوراته الثلاث السابقة التي رفعت مستوى إنتاج الرمان , مبدياً تطلعه لزيادة زراعة أشجار الرمان وتحقيق الكثير من الإيجابية لباقي المنتجات الزراعية الأخرى بالمنطقة. وبين أن المهرجان في دورته الحالية سيتضمن إقامة ندوات ومحاضرات إرشادية وتوعوية في المجال الزراعي وخاصة في مجال إنتاج فاكهة الرمان, إلى جانب التعريف بالوسائل الحديثة للزراعة والري, مفيداً أنه سيشتمل كذلك على عرض المزارعين لمنتجات الرمان للبيع المباشر لكبار المستهلكين كالأسواق المركزية ومراكز التسويق الكبرى والشركات والجهات المرتبطة بالإنتاج الزراعي، إلى جانب مشاركة عدد من الفرق الشعبية لإحياء بعض الفنون الشعبية التي تشتهر بها المنطقة. وأضاف أن أكثر من 130 عارضاً بمنطقة الباحة يستعدون لتغذية أسواق ونقاط البيع، وكذلك إثراء المهرجان بنتاج حصادهم لتتجاوز بذلك مبيعاتهم خلال مدة المهرجان التي تمتد لخمسة أيام ما يفوق مليوني ريال. وعن المزارع المنتشرة في منطقة الباحة أشار المهندس الغامدي أن المنطقة تضم 555 مزرعة، تشمل مزارع وادي بيدة البالغ عددها 210 مزارع وتضم نحو 123 ألف شجرة، و 135 مزرعة في وادي تربة وتضم 76 ألف شجرة ، و 99 مزرعة في قرى مراوة وبها نحو 25400 شجرة، إلى جانب 111 مزرعة متفرقة في محافظة القرى وبها 22000 شجرة ، منوهاً بالدعم الكبير والرعاية المستمرة الذي يلقها المهرجان سمو أمير منطقة الباحة ومن اللجنة العليا المنظمة للمهرجان التي تضم إمارة الباحة والهيئة العام للسياحة والتراث الوطني والجمعية الزراعية بالمنطقة. بدوره بين أحد ملاك مزارع الرمان في وادي بيدة منصور الزهراني أن الأجواء المعتدلة في وادي بيدة، ووفرة المياه إلى جانب التربة أسهمت جميعها في ازدهار هذه الفاكهة الصيفية بالوادي وسراة الباحة كافة، مشيراً إلى أن هناك تفاوت في ما يتعلق بالأسعار، فهي تختلف حسب الجودة والحجم والمذاق. من جانبه لفت أحد بائعي فاكهة الرمان غرم الله العدواني أنه يحرص على عرض عينات من الرمان أمام المتسوقين الذي يحرصون على تذوقه قبل شرائه، مشيداً بما يشهده المهرجان من إقبال في كل عام. بينما أكد علي الغامدي أن الرمان من المنتجات الزراعية التي يصعب بيعها بالكيلو مثل المنتجات الأخرى والغالبية تعمل على البيع بالكرتون وبعض التجار يشتري من المزارعين بالجملة، مفيداً بأن أسواق الباحة تشهد هذه الأيام حركة نشطة لبيع الرمان، إذ يعمل المزارعون على قطف المحصول بعد تمام نضجه، ومن ثم يتم تسويقه وهو من النوع الجيد في جودته وحجمه. يذكر أن مزارع وأودية منطقة الباحة تكتسي هذه الأيام باللونين الأحمر والأخضر ، إذ تنتج المنطقة خلال هذا الموسم فاكهة الرمان، ولا تكاد تخلو قرية من قرى السراة من أشجاره التي تختلف جودتها بحسب الأرض المزروعة، فيما يعد ما تنتجه أودية بطحان وبيدة في الباحة من أجود أنواع الرمان عالميًا من حيث الحجم والطعم واللون.