يتزايد الإقبال على شبكات التواصل الاجتماعي وتشهد في كل عام إقبالا واسعا على صعيد العالم بالعموم والمجتمع العربي بالخصوص، وتتصاعد نسبة الأعضاء المنضمين إلى هذه الشبكات لكل ساعة من اليوم، ومع العام 2012 يكون تعداد المنضمين لهذه الشبكات عدة مليارات، حيث بلغ بحسب آخر إحصاءات موقعي (تويتر وفيسبوك) مجموع عدد الأعضاء أكثر من مليار و300 مليون عضو، هذا عدا مواقع التواصل الاجتماعي المتبقية مثل ماي سبيس ولينكد إن ونتلوق وغيرها، ويوجد منهم مئات الملايين كل يوم يضخون مليارات البيانات والمعلومات من تطبيقات ونصوص وصور ومقاطع فيديو، ويبلغ عدد الأعضاء المشتركين من السعوديين في تويتر نحو مليوني عضو وفي الفيسبوك نحو 4.3 مليون عضو وفقاً لأحدث الإحصاءات؛ وبالتالي التواصل والتفاعل مع الآخرين يكون متاحا بصورة أوسع ويكون الأعضاء ناشطين في مشاركاتهم وردودهم بنسبة عالية عن ذي قبل. وهذا يتطلب مهارات وقدرات في أساليب الاتصال الشخصي والجمعي والتفاعلي للتواصل مع مجتمع الشبكة حتى تنال القبول بما تقدمه من مشاركة من واقع سعة الاطلاع في مختلف العلوم أو معارف مكتسبة من الدراسة والممارسة في مجال التخصص وتقديم المفيد من معلومات جديدة، ولكن في خضم هذا التفاعل والاندماج في أجواء المحاورات المتبادلة أو الآراء المطروحة والتراسل الفوري عبر غرف المحادثات أو في التعليقات ضمن إطار المشاركة أو الرسائل الخاصة وما إلى ذلك، فالأمر لن يخلو من منغصات عدوانية ضد صاحب الحساب أو تعديات على البيانات والمعلومات تعود بخسائر معنوية ومادية تعود بالضرر على المستخدم. وقد برزت مشاكل متعددة في محتوى صفحات أعضاء مواقع شبكات التواصل الاجتماعي، وتحديداً الفيسبوك Facebook، وتويتر twitter، وماي سبيس My space ونتلوق NetLog ونحوها؛ ومنها: ظهور روابط مفخخة يفاجأ العضو بوجودها على صفحته وبمجرد الضغط عليها تنقل فيروسات إلى كمبيوتر المستخدم أو تزرع ملفات ضارة ضمن أحد تطبيقات الجهاز، كما أن العضو يفاجأ باقتحام مقطع إباحي لصفحته لا علاقة له به ولا يعلم كيف وصل لصفحته، أو سرقة حساب العضو وكشف أسراره واستغلالها لابتزازه أو فضحه. نصائح وإرشادات لهذا يفترض أخذ عدد من الإجراءات الوقائية لتجنب الوقوع في مشاكل تقنية أو شخصية أو خسائر مادية والتأكد من خلو حسابك من الثغرات الأمنية بمساعدة برامج الحماية الأصلية، وفيما يلي تعرض صفحة ''أون لاين'' بعض من أهم النقاط التي يجب على كل عضو في شبكات التواصل الاجتماعي أن يتقيد بالعمل بها، كما يلي: 1 - كن دقيقاً في تسجيل بياناتك وحريصاً على توحيدها في مختلف حساباتك بالمواقع الاجتماعية الأخرى؛ مثلا: أن تسجل الاسم الشائع نفسه عند معارفك والوسط الذي تتعامل معه حتى يسهل التواصل معك من قبلهم أو ممن يهتمون للتواصل معك حينما يبحثون في شبكة الإنترنت باسمك. 2 - اختيار كلمة مرور (كلمة السر) خاصة لكل موقع اجتماعي بحيث لا تماثل تلك الخاصة بالبريد الإلكتروني أو غيره، ويتم وضعها بعناية لتشتمل على حروف صغيرة وكبيرة ورموز وأرقام وتكون في حدود عشر خانات على الأقل حتى يصعب تخمينها من المخترقين، والانتظام بتغييرها بشكل دوري كل فترة زمنية، ويكون لديك معرفة بإجراءات طلب تفعيل كلمة السر عند نسيانها أو عند سرقة حسابك الشخصي في الموقع. 3 - أن تهتم بتسجيل بياناتك بتفاصيل وافية ومركزة ودقيقة مثل الميلاد، المؤهلات العلمية والسيرة العملية، الخبرات، الأنشطة والاهتمامات، المهارات، الهوايات، ونحوها بكل صدق وصراحة مثلما أنك تحب أن تعرف الآخرين على حقيقتهم دون تزييف؛ فذلك يضفي مزيدا من الموثوقية بك ويسهم في رفع عدد من ترتبط بمعرفتهم. 4 - تذكر أنك في موقع متاح ومكشوف لعامة الناس ومن المؤكد أنه لا مجال أبداً لأن تفصح عن أسرارك الشخصية والأسرية أو خصوصياتك اليومية أو تعاملاتك المادية لأي عضو يستدرجك للوصول إليها بحسن نية منك وثقة عمياء بالآخرين فقد تستغل للإضرار بك. 5 - في مواقع التواصل الاجتماعي تجنب المشاركة في الردود أو التعليقات عندما تكون منفعلاً أو مشمئزاً نكداً أو غير متوازن ذهنيا خارج عن الطور، ومن ثم تشارك عندما تستقر ظروفك. 6 - نواح أمنية على مستوى شخصي يطلب من العضو الحذر من عدم كشف موقعه أو تفاصيل مكان وجوده والتي قد تظهر تلقائياً في المشاركة بواسطة العضو في حالة تنشيطه للخدمة عبر إعدادات حساب العضو بينما يفضل إيقافها، كذلك تنبيه العضو بعدم الإفصاح في الصفحة العامة عن مكان التواجد كأن يقول: ''أنا في المطعم كذا أو في حي كذا''. أو تقديم تفاصيل دقيقة عن العنوان أو وسائل الاتصال الشخصية في بروفايل العضو. 7 - يقوم الهاكرز بالمراقبة النشطة والمتابعة الدقيقة لمعلوماتك مثل تاريخ الميلاد أو أرقام هواتفك أو رقم الهوية ونحوها فهي تعتبر مفاتيح يستند إليها في تخمين كلمة السر عند اختراق أو تهكير حساب المستخدم ومن ثم التحكم الكامل فيه. 8 - يجب أن تعرف أن كل ما تنشره من مواد سيكون بعلم الله أولاً ثم تحت أنظار وسمع جميع الناس، لذا فعليك التأكد تماما أن ما تنشره لا يؤذي أحد بالعبارات غير اللائقة أو التجني على أحد بما ليس فيه، لذا يتطلب الأمر من العضو أن يتحرى الصدق ويتأكد أن ما ينشره ليس فيه مشكلة تضعك تحت طائلة المسؤولية القانونية أو الأخلاقية ونحوها وأن ما تنشره سيبقى دليلا سهل الرجوع إليه في أي وقت لإدانتك به. 9 - تجنب نشر أكاذيب وأباطيل وشائعات على مواقع الشبكات الاجتماعية وعدم التساهل في هذا الأمر. وفي هذا السياق أقرت أخيراً حكومة دبي قانونا يجرم من ينشر شائعة عبر مواقع الشبكات الاجتماعية قد تصل عقوبتها إلى السجن عدة سنوات. 10 - اهتم بضبط النفس وتجنب المناكفة مهما ضايقك الكلام وزاد في حدته من الطرف الآخر ولا تبادلهم الألفاظ النابية أو الشتم، فمن المفترض عليك ضبط النفس والتحلي بروح الحوار المثالية وتكون مهذباً لطيفا وموضوعياً بمشاركاتك طول الوقت. 11 - عند تضمين بريدك الإلكتروني بياناتك الشخصية فمن المستحسن وضع بريد خاص لمواقع الشبكات الاجتماعية والمنتديات والمدونات التي تتعامل معها، ولا تضع بريدك الخاص لمعاملاتك الرسمية أو لعلاقاتك الشخصية بالأقارب والمعارف وغير ذلك. والأمر سهل حيث يمكنك تكوين بريد إلكتروني بالمجان في دقائق من أحد المواقع المعروفة كالهوتميل والجيميل وياهو وبسعة عالية تصل إلى 7 جيجا. 12- احذر من الروابط المرفقة ضمن مشاركات الأعضاء حتى لو وردت من مصدر موثوق، وعليك التحقق من صحتها تماما، وإن لم تتأكد فمن الأفضل تجاهلها فقد تكون ملغومة بالفيروسات الضارة أو ملفات التجسس ونحوها، وهذا الأمر يتطلب من المستخدم اتخاذ القرار في ثوان قبل الضغط على الرابط، فيجب التأكد من مضمون الرابط، فمثلا في تويتر والفيسبوك يظهر مقطع فيديو المرتبط بعنوان ال ''يوتيوب'' مكتوبا في بداية الرابط وهذا يوضح أنه سليم، والصور المرتبطة بمواقع معروفة وبعض مواضيع الصحف ونحوها، ولذا يجب أخذ الاحتياطات اللازمة؛ ففي أقل من ثانية بعد النقر قد تكلف العضو تنشيط برنامج فيروسي يؤدي إلى ضياع البيانات وتلف الجهاز. 13- قد تمررك الروابط إلى مواقع لتصيد كلمات السر واسم المستخدم لبريدك الإلكتروني أو لعضويتك في موقع تويتر أو الفيسبوك، بحيث تصمم بشكل مشابه للموقع الذي تتعامل معه كبريد الياهو أو غيره وتحتوي عبارة تطلب تأكيد إدخال بياناتك السرية لكي يسمح لك بقراءة الموضوع وتلك خديعة يتبعها الهاكرز في مواقع التصيد. 14- لا تتسرع عند استقبالك لطلبات التعارف بالموافقة على الطلب، ويفضل أن تهتم بالتعامل مع الأسماء الواضحة وغير المستعارة وأن تتأكد من المعلومات الشخصية وتوجهاته الفكرية وسلوكه من واقع اهتماماته في صفحته الشخصية (البروفايل)، فقد يجرك ذلك إلى التورط في أمور غير مقبولة شرعا أو أخلاقياً أو غير قابلة للتعامل معها. 15- التهاون والاستهتار والمجازفة والجهل أمور تسهل من تعرض المستخدم لأخطار المخترقين والمبتزين في لحظة لا ينفع معها الندم. وأخيرا لا بد من الإحاطة بالعلم لكل مستخدم أنه بمجرد الدخول إلى شبكة الإنترنت وتصفح المواقع الإلكترونية فهناك سجل كامل عن كل إجراء يقوم به المستخدم يتم تخزينه في أجهزة الخوادم للجهة المضيفة وخوادم الجهة المشرفة على الموقع. فمن خلالها يمكن معرفة عنوان المتصفح والبلد وتاريخ الدخول والوقت وتعريف الجهاز؛ وكل عملية قام بتنفيذها. ولهذا يفترض على كل متصفح بالالتزام بالآداب العامة والاستخدام المنضبط والمثالي عند الدخول لأي موقع على شبكة الإنترنت. وليعرف يقيناً كل من تسول له نفسه ارتكاب جريمة إلكترونية أن يد السلطات الأمنية ستطوله ويحال إلى القضاء لمحاكمته. Tweet