كثفت وزارة الصحة جهودها التوعوية للعاملين في حظائر الإبل بعد ملاحظة أن هناك إصابات سجلت خلال الشهور الماضية كانت مخالطة للإبل، ودعت الوزارة جميع العاملين في حظائر الإبل للتقيد بالاشتراطات الصحية والبيئية التي تمنع من التعرض لأية فيروسات ممرضة. كما دعت العاملين في الحظائر وعامة أفراد المجتمع لتجنب الاقتراب من الإبل، خصوصا المريضة، والابتعاد عن إفرازاتها المخاطية وفضلاتها وسائل جسمها كالدم والبول والحليب، وفي حالة الاقتراب من الإبل لمسافة أقل من متر ونصف يجب ارتداء كمامة على الأنف والفم وقفازات لليدين وغطاء واقٍ لكامل الجسد وعدم ارتداء الشماغ والغترة. كما نصحت بغلي حليب الإبل الطازج قبل تناوله، وطهي لحوم الإبل وكبد الإبل جيدا قبل تناولها. إلى ذلك، لم تسجل الصحة خلال 7 أيام مضت أية إصابات جديدة لكورونا، فيما يتابع مريضان فقط علاجهما وفقا لسجلات الوزارة من إجمالي 822 إصابة تعرضت للفيروس منذ اكتشاف أول حالة في شوال 1433ه، شفي منها 465 مريضا، وتوفي 355 حالة. وفي السياق ذاته، دعا البروفيسور طارق صالح جمال أستاذ الأنف والأذن والحنجرة في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة ورئيس جمعية الأنف والأذن والحنجرة لاستمرار برامج التوعية بمرض كورونا، مبينا أن اختفاء الفيروس وانحساره لا يبرر غياب برامج التوعية، وخصوصا بين المخالطين للإبل، بعد اكتشاف حالات إصابة بالفيروس نتيجة المخالطة بالإبل، مضيفا أن الفيروسات تعتبر كائنات شرسة، وأبسط مثال على ذلك تعدد سلالات وأنماط الأنفلونزا الموسمية، فنجد هناك سلالات بالمئات، ما يجعل إصابة الأصحاء أسرع نتيجة انتقال العدوى برذاذ المصاب وعوامل الطقس المناخية أو استعمال أدوات المريض المصاب. وأكد أن الفيروسات من الممكن أن تظل ساكنة سنوات، وإذا وجدت أي فرصة، فإنها تعاود الظهور، وقال «إن خير نصيحة هي الوقاية التي تحد من انتشار الفيروس، وذلك باستخدام المناديل عند العطس، وغسل اليدين فورا، وارتداء كمامة الفم، وعدم العطس في اليدين مباشرة ومن ثم مصافحة الآخرين؛ لأن ذلك يعزز من انتقال الفيروس للأصحاء، واستخدام المطهرات في تطهير الأيدي وتجنب الأماكن المزدحمة». وقال استشاري مكافحة العدوى الدكتور محمد حلواني إن «جميع الفيروسات تمتلك القدرة على التحور الجيني أو التنقل بين الأنواع المختلفة داخل العائلة الواحدة، ما يكسبها القدرة الفتاكة على قتل المصاب إذا كان يتمتع بمناعة ضعيفة، والقدرة على تكوين سلالات جديدة أشد فتكا وإصابة من السلالات الأمية كما هو الحال في فيروسات الإنفلونزا التي نرى تعددها وتشكلها». وخلص إلى القول «الوقاية خير من العلاج، فإن وجدت هذه الوقاية وطبقت الاشتراطات الوقائية في المستشفيات وحظائر الإبل يؤدي ذلك لتجنب الكثير من المشكلات التي تتسبب في إصابة البشر بالفيروسات المميتة».