تنتظر الأهازيج الحائلية توثيقها قبل اندثارها بوفاة رواتها من الجنسين. واعترفت جمعية الثقافة والفنون في المنطقة بأهمية ذلك العمل، معتذرة عن بطء عمليات توثيق الأهازيج والألوان الشعبية، وبررت ذلك بنقص الكوادر البشرية. وقال خبير شؤون البادية محمد الضرباح إن الأهازيج التراثية في منطقة حائل تنقسم إلى ألوان عدة، منها ما هو خاص بالرجال، وأخرى خاصة بالنساء تواكب الأعمال اليومية في الماضي، فأهازيج الرجال كانت تتوجه نحو «الحدا»، مع راعي الإبل، أو استخراج المياه من الآبار. وفي «الهجيني»، وهو الفن الذي ابتكره الرعاة لتقطيع الوقت واستئناس حيواناتهم على أصواتهم، وكل من اللونين تندرج تحتهما أنواع أخرى، بالإضافة إلى أعمال الزراعة، مثل الأهازيج التي ترافق عمليات «الدياس»، وهي عملية استخراج الحبوب من سنابل القمح. وأوضح الضرباح أن الأهازيج النسائية مرتبطة بالأعمال اليومية للنساء، مثل عمليات «المظهار»، وهي جلب الأعشاب البرية من الجبال، والتي تنقسم فيه النسوة إلى فريقين، كل فريق يتكون من امرأتين تقومان بترديد أشعار بألحان خاصة بهن خلال قيامهن بحصد الأعشاب، وكذلك أهازيج خاصة بالحصاد، وأخرى ب»الهبش»، وهي طحن الحبوب بالمهباج، ومن أشهر ما يقمن بغنائه بيت شهير «عذب المحبوب ضرب المرداحة.. لا أبو التمن لا أبو زراعة»، والمرداحة هي عصا المهباج، فيما التمن نوع من الرز كان يأتي من العراق. وأضاف الضرباح أن «الهجيني»، و»الحنيد»، و»الحدى»، و»التوجل»، كلها ألوان تراثية بدأت تنقرض بسبب وفاة رواتها من كبار السن، دون أن نرى دوراً واضحاً لتوثيقها من قبل الجهات المختصة مع الأسف. وطالب الضرباح وزارة الثقافة والإعلام، ممثلة في جمعيات الثقافة والفنون، بسرعة العمل على توثيق وأرشفة تلك الفنون قبل انقراضها واندثارها بشكل علمي، وتسجيلها من رواتها، فلم يعد الوقت يسعفهم كثيراً، وهذا تراث إنساني قبل أن يكون تراثاً محلياً، بل وتمنى الضرباح أن يكون لتلك الفنون مجال في الكليات المختصة في جامعاتنا لدراسته وتوثيقه بشكل علمي، حتى لا يندثر تراثنا. من جهته، أوضح رئيس لجنة التراث في جمعية الثقافة والفنون في حائل عبدالله الزومان أن نقص الكوادر البشرية في الجمعية هو السبب في عدم أرشفة وتوثيق تلك الفنون، موضحاً أن العاملين في لجنان فقط شخصان. وأضاف الزومان إننا بدأنا بتوثيق فن الهجيني والمحاورة، إلا أن بقية الألوان من الصعوبة بمكان أن تتم بوجود موظفين فقط، وأن عملية التوثيق تتم، ولكن ببطء شديد. ويمكن سماع لون من التراث الحائلي للنساء وطرق غنائهن على الرابط: http://www.youtube.com/watch?v=x6 DODR2QRB0