نرى الوقت يجري ونحن ننتظر أن يغيّر لنا أحوالنا... وتضيع معه أعمارنا وكلٌ منا يبحث عن ما يجعله يتقدم ليضيف لحياته شيء جديد يميزه عن غيره. فيفكر ويطلب المشورة في بعض من شؤونه، يرسم، يخطط، لينفذ.. فيجد أنه قد دخل في صراع مع نفسه والوقت... لماذا؟ لأنه قد أعد وخطط ورسم دون أن يعطي للوقت حقه في أول المخطط لنجاح هذا المشروع. كثير منا قد يبدأ بداية صحيحة إذا أعطى للوقت اسبقيه . بنجاح الوقت... يتحقق ما نسعى إليه. قد يضيع على البعض منا مستقبله بسبب تأخره وعدم قدرته على إدارة الوقت وجعله صديقاً له. أجد في نفسي مسياً للوقت وأجد في مجتمعي مضيعاً له، والبعض منا لا يعطي للوقت اهتماماً حتى اذا كثر انشغاله أصيب بحيرةٍ وصار الوقت كالشخص القوي الذي يفرض على الضعيف احترامه ويجعل الوقت حينها يسحب سيوفه ويقطع عليه خيوط انجازاته ويجبره على اختيار منحنى في الغالب لا يكون قد أدرجه في ورقة مذكرته، فتبدأ عجلة التأخير، إلى أن ينتهي به وأنت وأنا المطاف على لا شيء من مذكراتنا ليجعل الأمل ابتسامة منه لنعود فنرسم ما نريده. فما إن نبدأ إلا وقد هجمت علينا عجلة الكسل كهجوم قطيع من الأسود على فريسة في وقت القحط والجوع، وما هي إلا عدة ثواني حتى تصبح عبارة عن أشلاء من القطع. هذا هو بالأصل صراعنا مع الوقت لأننا لم نعطه حقه ولا نجد منه إلا أن جعلنا نعيد ترتيب أوراقنا داخل مذكراتنا ليجبرنا على أن نتعلم كيف نبدي له اهتماماً، بسلك طرق بسيطة في إدارة الوقت لكي نصنع منه ما يجعل لتقدمنا انجازاً لأنفسنا قبل أن نجعله لغيرنا تميزاً. وفي سجلاتنا كُتبت ذكريات نتذكرها كلما اشتقنا لها. فافعل لنفسك ما تريد أن تشاهده في سجل ذكرياتك لتسعد بحياتك، اجعل الوقت صديقك فتنهي ما خططت له في مذكرتك. قد نستغرب كلما رأينا شخصاً يحترم الوقت ولا نستغرب ولا نتعجب من شخص لا يهتم به وأنا وأنت وأفراد المجتمع نبحث عن ما نغير به حياتنا ويصنع لنا الفرق، فابدأ من ما شئت واعلم أن الوقت هو بداية ونهاية كل انجاز عُرِف ...!!