مع تطور المجتمع وانشغاله ، يظهر لنا كل يوم جيل من أبناءنا لديهم معتقدات وتصرفات غريبة . تجعلنا نتساءل ما الذي أدى إلى ذلك ؟ لماذا أصبحت الأسرة في منزل واحد ولكن ترى أفرادها كمن يعيش كل منهم في منزل مختلف ؟ ما هي هذه الظاهرة التي أثرت فينا بشكل كبير ؟ عزيزي القارئ ... إنها وبكل أسف ظاهرة الخدم ، الظاهرة التي تنتشر كما تنتشر النار بالهشيم ، وتأكل كل من حولها. فقد صار الشغل الشاغل لكل أفراد المجتمع يتمحور حول الخدم . وأصبح الفرد منا كمن يبحث عن الخروج وهو في دائرة مغلقة ، يدور حول نفسه ... يناقض وينقد ، ليجد نفسه فجأة داخل هذا الطوق الذي لا يكاد يقدر على الفرار منه . هذه الظاهرة المنتشرة ... قد تكون إما بداعي الحاجة ، أو بداعي الكسل عن القيام بالواجبات المطلوبة من الآباء والأمهات اتجاه أبنائهم . فيتركون تلك المسؤوليات التي تقع على عاتقهما من واجبات ومهام تقوم بتقريب أفراد الأسرة من بعضها ، ليجعلا للخادمة والخادم نصيب الأسد فيها . حينها يقوم كل من الخادمة بدور الأم والخادم بدور الأب، فيصبحا أقرب لأفراد الأسرة ويبطلان دور الآباء والأمهات بالتقرب من أبنائهم داخل محيط المنزل. حينها ينعكس هذا سلباً على سلوكيات الأبناء ويأثر على أخلاقهم وطرق تربيتهم . وهناك من الخدم من يبث السموم خلف الابتسامة البريئة ، فتسقط الأقنعة ويبدأ كل منهم بالبحث عن الثغرات الموجودة داخل الأسرة . وهنا تكون الطامة الكبرى وهي من رب الأسرة نفسه ، فمنهم من يجعل الخدم جواسيس للتعرف على الأمور الخفية داخل محيط أسرته ، وينسى أنه هو المسئول عن ما يجري من أحداث ومواقف تحدث بما يسمونها بالمصطلح الفني (خلف الكواليس) . ويرى كل من الأب والأم أنه قد كَشَف عن ما يريد ، وهو بالأصح أنهم قد كُشِفوا وسهلوا المهمة للخدم ، مما يجعلهم يعبثون بهذه الأسرة بدون جهد . كيف لا وهم بشر مثلنا ، يحقدون ويحسدون ، ولا ننسى أن الأغلب منهم يقل عنده الوازع الديني ويرتفع الجهل العارم الذي هو يسيطر على مجريات حياة البعض منهم ، ولا سيما أنهم يأتون من بلادهم لا نعرف لهم هوية غير الأوراق والسندات الشكلية التي لا تدل على هوية من نتعامل معهم ويعيشون بيننا ، ونحن كمن يبحث عن (إبرة داخل كومة قش). نعم أبي ... نعم أمي هذا هو حالنا اليوم ، وقد لجأ البعض منا وللأسف وعن جهل عارم منه إلى استقدام أولئك الخدم من أجل التجارة ، حتى ولو كلف ذلك حياة شخص أو موته . وكلنا نرى ما قد حصل في مجتمعنا .ومن نتائج تفشي هذه الظاهرة ظهور السحر والشعوذة والعياذ بالله ، فالبعض منهم حوّل المنزل إلى طقوس يمارسونها ، وصار المنزل عبارة عن مرتع ومسكن للشياطين . والأغلب منا وهو يقرأ هذا المقال تحضره بالكاد قصة أو قصتين ، وعليه أخي القارئ ... قِس .