الشخصية العِدائية .. وعوامل تنشئتها في ذات الإنسان !!.. إن الشخصية العدائية تتمثل في ذلك الشخص الذي يميل إلى مهاجمة الآخرين بشراسة وظلمهم والتعدي عليهم بغير وجه حق . إن من أهم العوامل المؤثرة في تكوين الشخصية العدائية هو الشعور بالرغبة في السيطرة على الآخرين والتحكم فيهم وفي تصرفاتهم الصادرة منهم ، إن عامل التأثر بالشخصيات السلطوية التي تتصف بالجبروت والقوة والنفوذ له تأثيراً ذو أبعاد سلبية على الشخصية العدائية .. هذا إلى جانب أن الشخص الذي يندرج تحت إطار هذه الشخصية غير قادر على التكيف مع من هم حوله . كما أن التنشئة الأسرية الخاطئة وكثرة التعرض إلى الصدمات التي يواجهها الفرد في الحياة يعدان سببان رئيسيان من الأسباب المؤثرة في تكوين الشخصية العدائية في ذات هذا الإنسان . أحبتي .. إن الشخص العدائي لديه ميول انتقامية تجاه الآخرين سواء كان ذلك إنتقاماً ( نفسياً - جسدياً ) ، كما يتصف الشخص العدائي بأنه على استعداد تام للقتال والعراك مع الآخرين وذلك في أي زمان أو مكان .. في حين أنه حينما ينتقد الآخرين فإنه ينتقدهم لذواتهم لا لسلوكياتهم وتصرفاتهم الخاطئة ، إن الشخص العدائي عادة ما يستخدم أسلوب ( التهويش على الآخرين .. ) وذلك بهدف أن يهابوه وأن يخافوه ( وأن يحسبوا له ألف حساب !!.. – على حد فهمه .. - ) . هذا غير أنه عادة ما يبدوا وكأنه أكبر من عمره وذلك نظراً لأنه مثقل بنواياه السيئة تجاه الآخرين حيث أنه شخص ( نِكَدِي .. ) ولا يعرف شيئاً اسمه " الابتسامة " في حين أنه لا يثق في أحد أبداً نظراً لأنه لا يتقبل أحد أصلاً . كما أن هذا الشخص عادة ما يتجاهل الناس بشكل مستفز وفي مقابل ذلك فمن السهل جداً استفزازه وإثارة أعصابه . عزيزي القارئ الكريم _ يجب عليك حينما تتعامل مع الشخص العدائي أن تحرص تماماً على الإبتعاد عن كل ما يثير غضبه أو غيضه أو سخطه .. ولو حصل وتسببت في إثارة غضبه وانفعاله فحينها .. ( لن تسلم من شرِّه !!!! ) . كما يجب عليك أيضاً أثناء تعاملك مع هذا الشخص أن ( لا تصغ إليه .. بل أنصت إليه !!.. ) وحذارٍ من أن تبادله المشاعر العدوانية فليس الحل في ذلك !!.. بل إن ذلك سيزيد الأمر سوءاً وأكثر تعقيداً .. ( وراح يزيد الطين بله فيما بينك وبينه !! ) . كما يجب علينا حينما نتحدث مع الشخص العدائي أن نتحدث معه بصورة عقلانية يغلب عليها طابع الحكمة والموعظة الحسنة .. وذلك من أجل أن نستطيع إيصال أفكارنا ومفاهيمنا إليه جيداً .. عزيزي القارئ _ عند حوارك مع هذا الشخص انتبه !!.. لا تتراجع عن موقفك أمامه ما دمت على حق .. نظراً لأن هذا الأمر كفيل بأن يضعف موقفك أمامه ومن ثم يكون سبباً في الإستهانة والإستخفاف بك . هشام بن أحمد آل طعيمة كاتب إعلامي ومؤلف مدرب في تطوير الذات وتنمية القدرات محلل شخصيات محترف متقدم [email protected]