(1) لا تنسَ ، فمك لم يُخلق للأكل والثرثرة فقط .. خُلق – أيضاً – لكي تبتسم . (2) كتبت منذ سنوات : كأن بيننا وبين الفرح عداء ! من يُبالغ بإظهار هذا الفرح ( تقل هيبته ) ! وإذا ضحكنا كثيرا من قلوبنا ، التفتنا بريبة ، وقلنا لبعضنا : « الله يستر من تالي هالضحكات « .. ومن يتجهم أكثر ، يمتلك قيمة أكبر ! وعندما نلجأ لتراثنا بحثاً عن قول مأثور يساند الفرح ، نردد : ( ساعة لربك وساعة لقلبك ) فيربكنا الشيطان عندما يُذكرنا أن ( ساعة القلب ) تلك ، ضد( ساعة الرب ) وأنها أتت نقيضة لها .. فنتجهم أكثر ! وننسى أعظم قول لأعظم البشر صلوات الله وسلامه عليه : ( تبسمك في وجه أخيك صدقة ) (3) الابتسامة : هي ( الكلمة ) الوحيدة التي تفهمها كل شعوب الأرض . علّق المتشائم : و ( التكشيرة ) كذلك ! (4) تأتي إلى الموظف فتستقبلك « تكشيرته « .. كأنه يأخذ مقابلها ( بدل تجهم ) يُصرف له مع راتبه ! تنظر إلى وجه القاضي وتقول لنفسك : « لا يكون إعدام ؟.. يا ربي أنا وش سويت ؟ « .. وتتساءل ببراءة : كيف استطاع – فضيلته – أن يجمع كل هذا ( العبوس ) بوجهه ويركزه بنظرة واحدة إليك ؟! موظفو الحدود والمنافذ والمطارات في كل مكان : يستقبلونك بابتسامة عريضة .. هنا ، ينظرون إليك كأنك مُهرب ، ونظراتهم تقول لك : « طلّع كيلو الهيروين اللي معاك « ! أغلب مدن العالم تستقبلك لوحة مرحة مكتوب فيها : ابتسم أنت في مدينتنا . هنا ، تستقبلك لوحة : إعلان رز ! (5) ابتسم .. واستدرج ( عصافير ) الفرح لكي تدخل (قفصك) الصدري . .. وأطلق سراحها بضحكة . التتمة ص(18) (6) كتبت قبل أسابيع ، للقراء الذين يشرفونني بمتابعتهم في « تويتر « هذه العبارة : ( أشياء بسيطة من الممكن أن تمنحك الكثير ، دون أن تكلفك أي شيء .. منها : أن تبتسم في وجوه الناس !) وكانت هذه بعض ردودهم عليها : « راح يطلع لي واحد يقول : خير يا أبو الشباب .. وش يضحكك « ؟! « لا .. ما راح ابتسم .. أخاف يظنون الناس أني ( مفهّي ) « !! وطبعاً ، هناك من قال : إن الضحك – والابتسام – بدون سبب .. قلة أدب ! ببساطة ، تشعر أن هنالك أناسا هم سادة العبوس والتجهم في العالم ، أناس يحتاجون – بطريقة ما – أن تشاع ثقافة الفرح في حياتهم ، حتى لو احتاج الأمر إلى أخذ دورات تدريبية ، وتوزيع منشورات تحث على التبسم ، مع وجود ضمانات تؤكد لهم أن من يبتسم لن يسقط فكه السفلي من وجهه ! (7) حتّى الذين لا يحبونك ( وتعلم أنهم لا يحبونك ) ابتسم في وجوههم !.. ستكسب واحدة من الاثنتين : إما أن ابتسامتك ستصنع درعاً ضد سهام كراهيتهم لك .. أو أنك ستغيظهم أكثر ! ابتسم دائماً.. فالابتسامة: تطيل العمر وتفتح الأبواب المغلقة وتصنع لك القبول قبل أن تطرح أفكارك وتجعل ملامحك أجمل وأطيب.