ممارسة سلوكية لا يكفي وصفها بالخاطئة وهي كذلك بل إنها أيضا مؤذية للمشاعرقد تكون مكره على مشاهدتها بشكل متكرر, تلك هي عادة البصق والتمخط بالشارع والأماكن العامة والتي يقوم بها البعض على مرأى ومسمع من الجميع وان كانت لا تقتصر على فئة أو جنسية محددة بل هي سلوك مرتبط بثقافة الفرد عموما إلا أنها ظاهرة متفشية بشكل لافت في بعض جنسيات آسيوية حيث ترى احدهم يفعل ذلك على ارض الشارع أمام جموع المصلين أثناء دخولهم أو خروجهم من المسجد بدون أدنى حرج ولا يتوانى بعد ذلك عن مسح يده بثيابه ثم لا يتورع عن مد يده لمصافحتك وكان شيئا لم يكن. إن دلالة استسهال البعض من الناس ممارسة هذه العادة دون مراعاة لشعور من حولهم أو خجل منهم أنها عادة متأصلة وجزء من ثقافة سلوكية مستساغة لديهم يدرك المرء انه من الصعوبة بمكان معالجتها على مستوى المشاة في الشارع والأماكن العامة بتطبيق غرامات وعقوبات ويبدو الحل الواقعي في رفع مستوى الوعي لدى هذه الشريحة بتنبيههم إلى خطا ما يفعلون ومدى إيذائهم لشعور غيرهم وخطورته على الجميع لما قد ينشره من أمراض معدية ويمكن تحقيق هذا الهدف عن طريق وضع لافتات وملصقات في المواقع المزدحمة تكون مدعمة بعبارات مثيرة للاهتمام وربما بصور يصممها مختصون في مجال التوعية البيئية والسلوك. الوجه الآخر لهذه الممارسة المنفرة هو البصق من شباك السيارة أثناء القيادة خصوصا في الشوارع المزدحمة مما يؤدي إلى تلويث الهواء بسبب سهولة انتشار الرذاذ المحمل بكل أشكال الفيروسات والجراثيم خصوصا إذا كان الشخص مصابا بمرض في الجهاز التنفسي كالتهاب اللوز أو الحلق وغيرها من الأمراض التي تنتقل عدواها بسرعة إضافة إلى احتمال إيذاء السيارات الأخرى أو المارة. ربما المشهد الأشد إيذاء ما نراه أثناء وقوفنا على إشارة ضوئية حيث يعمد البعض إلى فتح باب سيارته وتفريغ ما بفمه أو بأنفه على ارض الشارع ضاربا بعرض الحائط شعور من في السيارات الأخرى من حوله في تعد صارخ على حقوق الآخرين بإيذاء مشاعرهم من خلال إرغامهم على مشاهدة هذا المنظر المثير للقرف والبعض يفعل ذلك بكل برود وكأن الشارع ملكية خاصة له وحده . من حق أي فرد على الآخرين أن لا يضطر لرؤية هذا المشهد ولكن ماذا بيدك أن تفعله إزاء موقف كهذا فور مشاهدتك باب سيارة أمامك قد فتح سوى ان تشيح بوجهك وان تدعوا الله في سريرتك أن لا يتأخر ضوء الإشارة الأخضر لكي تلوذ بالفرار . إن ما يثير العجب في هذا الموضوع أن الحل يسير ولا يتطلب سوى ان يحرص قائد كل مركبة دائما على توفر علبة مناديل في سيارته ولو تصادف عدم وجودها فلينتظر لبعض الوقت اقرب فرصة سانحة ليتنحى بسيارته جانبا على الطريق حيث لا يراه الآخرين. اعلم أن هناك قانونا يغرم من يلقي بنفايات من السيارة أو يبصق منها في الشارع ولكنه غير مفعل على ارض الواقع بشكل يحد من أي من الظاهرتين القبيحتين . أما بالنسبة لك أنت عزيزي القارئ فأتمنى أن يتيسر عليك أمر نسيان ما ورد في مقالي هذا من صور مؤذية لمشاعرك ومسحها من ذاكرتك بأسرع وقت وان تحظى بأدنى نسبة مشاهدة لها على ارض الواقع مستقبلا. عاهد علي الخطيب جامعة الملك سعود-الرياض