د. هاشم عبده هاشم ** ارتفعت في الآونة الأخيرة..نبرة مستقبلية جميلة..تطالب بالتوجه نحو اقتصاد المعرفة. ** والذين يطالبون بتبني هذا التوجه العلمي الصحيح، يدركون أهمية الاستثمار في الإنسان.. ** والهدف من هذا النوع من الاستثمار هو بعث قدرات الإنسان والكشف عن طاقاته ومواهبه والعمل على تطويرها وتوظيفها في صنع المستقبل الأفضل لبلد بات يدرك أهمية المعرفة وضرورة التوسع في مجالاتها المختلفة في عصر أثبت فيه العقل الإنساني الخلاق أنه قادر على تفجير مواهبه وتغيير ملامح حياته. ** ومن أجل ذلك بدأنا نكثف جهودنا في هذا الاتجاه لكي ندخل عالم المعرفة الواسع بجوانبه العلمية والتكنولوجية والاقتصادية والطبية والهندسية والفضائية لتأسيس نهضة علمية تقوم على أكتاف جيل من المخترعين..والمبتكرين..والخبراء..والمتخصصين..وبما يحقق نقلة نوعية في هذه البلاد ويمكنها من مجاراة البلدان الأخرى الطامحة إلى هذا المستوى من الرقي والتقدم الحقيقي.. ** كل هذا صحيح..وما نقوم به في هذا المجال سواء، في جانب التخطيط أو في إعداد برامج الابتعاث وكذلك تطوير مستوى الجامعات السعودية لكي تصبح مخرجاتها في المستوى الذي يؤهلها لمواكبة هذا الطموح.. ** لكن ما أريد التحدث عنه اليوم هو أن هناك فئة كبيرة من شبابنا وشاباتنا قد تصل نسبتها إلى (70%) لا تستطيع الانخراط في هذا التوجه،إما لتواضع مستوياتها التعليمية، وإما لضعف دخولها المادية، وإما لطبيعة أوضاعها العامة الميالة إلى الفقر أو التخلف وبساطة الأحوال ولاسيما الذين يعيشون في المناطق النائية والأرياف.. ** وما أعرفه هو أن اقتصاد المعرفة وإن قام على عواتق نسبة معينة من أبناء المجتمع..إلا أنه يهدف في النهاية إلى الارتقاء بمستوى الجميع وتوفير أسباب الحياة الكريمة للكل.. ** لكن هذا المردود..لا يتحقق في المدى القصير في العادة..كما انه لا يمكن أن يحقق أهدافه النهائية إذا لم تواكبه خطط اجتماعية وتعليمية واقتصادية ورعائية قوية تعمل على رفع مستويات حياة الأغلبية المسحوقة.. ** وبصورة أكثر تحديداً..فإن شبابنا لا يواجهون مشكلة ندرة في الحصول على الوظيفة فحسب.لكنهم يجدون صعوبة قصوى في إكمال نصف دينهم..ومن باب أولى أن يعيشوا هاجس الكفاف وصعوبة الحال نتيجة ما يرتبه الزواج عليهم في حالة تحققه من التزامات..تبدأ بالسكن وتنتهي بتكاليف إعداد وتعليم وتربية الأولاد في عصر مقلق ومعقد..(!) ** وإذا نحن لم نتنبه لهذه الشريحة العظمى..وإذا نحن لم نعالج مشاكلها بصورة شاملة..فإن الحلم الكبير سوف يخلق لنا في النهاية مشكلة أخرى..سببها تلك الهوة السحيقة بين فئة مرفهة..وعالية التأهيل وحالمة..وبين أغلبية تعيش كل صور المعاناة وقسوتها وبشاعة آثارها السلبية على المجتمع بأسره.. *** ضمير مستتر: **(ما أجمل الطموح..لكن الأجمل منه أن تكون قواعد هذا الطموح قوية..ومتماسكة).