كنت أتمنى ألا تهدر «الهيئة» طاقتها و وقتها في مطاردة وملاحقة كل ما لونه أحمر في محلات الزهور و الهدايا لأنها في الواقع تلاحق وهما لا خوف منه و تطارد رمزية لا أهمية لها أمام صلابة إيمان المجتمع بأن هذه الرمزية لا تتجاوز معانيها العاطفية!! ومبالغة الخوف من اللون الأحمر التي تجعل جهازا حكوميا لا شغل يشغله في يوم الرابع عشر من شهر فبراير من كل عام غير مطاردة كل ما لونه أحمر في الأسواق، لا يعدلها إلا إصرار البعض في هذا اليوم على نثر الحروف الحمراء بدلا من الأزهار الحمراء و كأنه يوم للتحدي والاستفزاز لا يوم للحب المزعوم!! وأستطيع أن أجزم أنني و مثلي السواد الأعظم من الناس لا نتذكر يوم «الفالنتاين» هذا إلا عندما يتجدد الجدل السنوي حوله، و لو ترك لحال سبيله أو أهمل لمر دون أن يتذكره أحد، فالعقلاء يدركون أن الحب حالة لا يحدها زمان أو مكان، كما أن الأمة و إيمانها الذي رسخ قرونا من الزمان أقوى من أن تؤثر فيها مناسبة عابرة كهذه يمكن استيعابها لو هدأت النفوس و نزع فتيل الاستفزاز و الصدام و العناد، اهدأوا قليلا و لنجعل كل أيامنا أياما للحب أو لنخصص يوما للكراهية في مقابل يوم الحب و «فضوها سيره»!!