بما أن فريضة الحج واجبة على كل مسلم مستطيع مادياً وجسدياً وحيث أنها فريضة تحتاج من الجهد الجسدي الكثير لإكمال مراحل هذه الشعيرة كان من الواجب علينا نحن الأطباء تصنيف مرضى القلب حسب قدراتهم الصحية والجسدية لنجنبهم مضاعفات خطيرة قد تؤدي بحياته قبل إكمال شعائر الحج أو ربما تزيد من معاناتهم ومشاكلهم الصحية وهذا ينافي شرط الإستطاعة الشرعي الواجب للحج. 1- مرضى الشرايين التاجية الضيقة : يمكن لمرضى الشرايين التاجية الضيقة من تعرضوا لذبحة صدرية وأصبحت مستقرة على العلاج الدوائي أو من أستقرت حالتهم بعد التوسيع بالبالون والدعامة أو بعد زراعة للشرايين التاجية عن طريق التدخل الجراحي دون حدوث أعراض مثل ضيق التنفس أو آلام الصدر لمدة تزيد عن ثلاثة أشهر قبل وقت أداء فريضة الحج . أما مريض الجلطة القلبية الذي مرت حالته دون مضاعفات خطيرة أو المستقرة على العلاج الدوائي دون ظهور أعراض لمدة ثلاثة أشهر بعد رجوعة لنشاطه اليومي شبه الطبيعي أي بعد 6 أشهر من بداية المرض فيمكن للمريض أن يقوم بالحج بشرط أستشارة طبيبة قبل أتخاذ القرار لتقويم حالته الصحية ومراجعة علاجه وتحديد متطلباته الطبية . 2- مرضى الصمامات القلبية : يمكن لمرضى تضيق الصمام الميترالي أو الأورطي ( الأبهر ) أو الرئوي البسيط إذا لم يكن مصاحباً لأعراض مثل ضيق شديد بالتنفس أو تعب وإرهاق نتيجة أرتفاع كبير بضغط الدم الرئوي أن يقوموا بفريضة الحج شرط حرصهم على تعليمات طبيبهم المعالج بعد تقويم حالتهم الصحية وألا يفرطوا في أخذ كافة العلاجات الدوائية مهما كانت الظروف . أما مرضى الصمامات المعتلة المصاحبة لأعراض شديدة مثل ضيق التنفس عند أبسط مجهود أو الخفقان المزعج والمصاحب لآلام صدرية أو دوخة متكررة وطويلة يصعب عليهم القيام بالحج مالم يتم العلاج المناسب إما بالبالون أو التدخل الجراحي بعد فترة تزيد عن ثلاثة أشهر من الأستقرار قبل أداء فريضة الحج . أما مرضى الصمامات المستبدلة ( المعدنية أو النسيجية ) وغير المصاحبة لأعراض تذكر يمكنهم الحج مع أتباع كامل تعليمات طبيبهم المعالج والحرص على أستخدام علاج مميعات الدم للصمامات المعدنية بأنتظام لمنع فشلها أو أنسدادها وانتكاسة المريض إذا تكونت جلطات دموية على الصمام ، من ناحية أخرى يمنع مرضى ألتهاب الغشاء المبطن للقلب أو مايسمى بالشغاف والتهاب الصمامات الحاد ومن هم تحت العلاج بالمضادات الحيوية الوريدية من أداء الحج لهذا العام . 3- مرضى تضخم القلب المرضى المصابين بتضخم أو بهبوط في وظيفة عضلة القلب لأي سبب صحي يمكنهم القيام بالحج إذا كانت مشكلتهم بسيطة تحت التحكم الطبي بالعلاج الدوائي مع عدم وجود أعراض أو شكوى تذكر في حالة الراحة التامة أو عند القيام بالجهد البسيط أو المتوسط لكن يجب أخذ الحيطة والعناية من ناحية : - تقليل كمية المجهود قدر المستطاع خاصة عند الطواف والسعي ورمي الجمرات . - عدم الإكثار من تناول السوائل بكمية لاتزيد عن كمية البول وكمية العرق المفقودة معاً واضعين في الحسبان عدم الوقوع في جفاف وتدهور في وظائف الكلى وننصح المريض سؤال طبيبه المعالج عن الكمية المسموح تناولها من السوائل التي يمكنه تناولها في حالات المجهود الجسدي الكبير والحرارة المرتفعة وعند التعرض للشمس والإجهاد الحراري - تقليل كمية الأملاح في الطعام مالم يكن العرق شديداً أو حسب ماينصح به الطبيب . - يجب الحرص على تناول العلاج الدوائي بإنتظام ودقه كما وصف من قبل الطبيب المعالج . 4- المرضى المصابين بإرتفاع ضغط الدم الشرياني : يمكن لمرضى ضغط الدم المرتفع البسيط والمتوسط والشديد الذين تم التحكم بضغطهم بالعلاج الدوائي دون مضاعفات خطيرة أن يقوموا بأداء الحج بحرص شديد على تناول العلاج وعدم تعريض أنفسهم للإرهاق والإجهاد ويمنع من الحج المرضى المصابين بمضاعفات خطيرة كهبوط عضلة القلب الشديدة أو المصاحبة بفشل الكلى أو جلطة قلبية أوجلطة مخية حديثة أو من يصعب التحكم في ضغط دمهم المرتفع على أكثر من علاج دوائي 5- مرضى أرتفاع ضغط الدم الرئوي : يمنع مرضى أرتفاع ضغط الدم الرئوي الشديد الخطورة لأي سبب صحي كان أولي أو نتيجة أسباب مرضية ثانوية من القيام بالحج خاصة إذا كانت حالتهم مصاحبة بهبوط في وظيفة القلب لأن الإجهاد البسيط قد يؤدي إلى تدهور خطير في وظائف الرئة والقلب قد تؤدي بحياتهم . 6- المرضى المصابين بألتهاب الغشاء المغلف للقلب ( التامور ) يمنع مرضى ألتهاب غشاء التامور الحاد مع أو بدون تجمع سوائل بتجويف هذا الكيس من القيام بالحج كما يمنع المرضى الذين لديهم تجمع مزمن للسوائل داخل غشاء أو كيس التامور خاصة إذا كان مصدره التهاب درني أو بسبب هبوط وظيفة الكلى أو مرض مزمن بالأنسجة أو نتيجة أنتشار سرطاني . 7- مرضى الاضطرابات الكهربية يمكن للمرضى المستخدمين للمولدات الكهربية المنظمة لضربات القلب ( البيسميكر ) إذا كانت أوضاعهم مستقرة القيام بالحج خاصة إذا أثبت الفحص لتلك المنظمات صلاحيتها عند كل الظروف بشرط ألا يصاحبها علة مرضية أخرى بالقلب تمنع المريض من القيام بالحج وننصح المريض الذي لديه بيسميكر من تجنب الأعمال الجسدية المرهقة خاصة التي تدعوه أستخدام أطرافه العليا بشدة فربما أدت الحركة الكثيرة من فصل أسلاك المنظم عن المنظم نفسه . أما مرضى الاضطرابات الكهربية القلبية المزمنة نتيجة عدم وجود أسباب جوهرية خطيرة والتي يمكن التحكم بها علاجياً يمكنهم القيام بالحج دون خوف أما إذا كانت أضطرابات القلب نتيجة علة خطيرة بالقلب فيجب أن يمنع المريض من القيام بالحج ويوضع تحت الفئة المناسبة مما ذكر سابقاً . 8- مرضى دوالي الساقين ومرضى الأوعية الدموية بالأطراف : يجب لمرضى الأوعية الدموية بالأطراف العليا والسفلى تجنب الوقوف والإجهاد لمدة طويلة كما يجب عليهم تناول كميات كافية من الماء والسوائل مالم يكن هناك مانع صحي لذلك وننصح مرضى دوالي الساقين بوضع الجوارب الواقية للساقين وعدم الوقوف مدة طويلة لذلك أما من بهم مشاكل خطيرة بالأوعية الدموية بالأطراف مع وجود أعراض في وضع الراحة أو مع بذل أبسط مجهود عدم الحج وأستشارة الطبيب والأخذ برأيه . الخلاصة هذا وفي الختام يجب التنويه لمرضى القلب من تنطبق عليهم الشروط الصحية التي تسمح لهم بالذهاب للحج أن يحرصوا على رؤية طبيبهم المعالج لإعادة تقويم حالتهم ولإعطائهم التعليمات الدقيقة اللازمة كما نركز على المرضى زيادة حرصهم على أخذ كامل العلاج خلال فترة تأديتهم لفريضة الحج مع الحرص على حمل تقرير مفصل عن حالتهم وجميع العلاجات المستعملة فربما أضطروا للذهاب للطبيب بالمشاعر المقدسة لأي ظرف صحي أو عند ظهور أيمن الأعراض الغريبة أو الجديدة . دكتور / حسين بن عبدالله هاشم يماني أستشاري الطب الباطني وأمراض القلب والأوعية الدموية هذه المعلومة مقدمة من موقع جمعية القلب السعودية