عند تغييرك لحفاظ طفلك قد تشاهدين أو تجدين بعض الإحمرارعلى جلد طفلك في منطقة الحفاظ، لا ترتعبي ولا تخافي غالباً إن ما ترينه هو طفح جلدي ناتج عن الحفاظ. هذا الطفح هو عبارة عن التهاب جلدي شائع جداً. أغلب الأطفال يعانون من هذا النوع من الطفح الجلدي في وقت من الأوقات. إن الطفح الجلدي الناتج عن استخدام الحفاظ غالباً ما يكون مرتبطاً بفترة إدخال الطعام الصلب لغذاء طفلك أو عندما تتناول الأم التي ترضع طفلها بعض أنواع من الطعام أو عندما يتناول الطفل نوع من المضادات الحيوية. هناك عوامل قد تؤدي إلى زيادة الطفح الجلدي من الحفاظ مثل: الاستخدام المستمر للحفاظات المبللة أو الرطبة أو عند عدم تغيير الحفاظ بشكل منتظم أو مع الإسهال أو مع استخدام الملابس أو السراويل البلاستيكية ( النايلون) لتغطية الحفاظ. هذا الطفح الجلدي الناتج عن الحفاظ غالباً ما يقلق الأبوين أو يضايق الطفل لكن مع ذلك أغلب الحالات وخلال أيام من الرعاية والعلاج المنزلي يتحسن ويختفي الطفح تماماً. - الأعراض والعلامات:- الطفح الجلدي الناتج من الحفاظ مميز بما يلي:- 1) لون الجلد متغير:- أن يكون الجلد لونه أحمر مشرق وغالباً ما يكون في منطقة الحفاظ (الأرداف - الفخذين - العانة). 2) عدم استطاعة الطفل المكوث على وضع واحد وكثرة تغير أوضاعه: بملاحظة الأبوين يتبين بأن الطفل غير مرتاح وخاصة أثناء تغيير الحفاظ حيث غالباً يبكي الطفل المصاب عند غسل المنطقة المصابة أو لمسها. وهذا الطفح الجلدي الناتج من الحفاظ يمكن أن يظهر في أوقات متقطعة وفي أي وقت يكون الطفل لابساً للحفاظ لكن ظهور الطفح غالباً ما يكون مع الأطفال خلال الخمسة عشر شهراً الأولى من حياتهم حيث أعمارهم مابين 8 و10 أشهر. - الأسباب:- 1) التهيج نتيجة البراز والبول:- التعرض الطويل للبول أو البراز يمكن أن يهيج جلد الطفل وخاصة إذا كان من النوع الحساس لذلك فقد يكون طفلك عرضة للطفح الجلدي إذا كان لديه اسهال لأن البراز يهيج الجلد أكثر من البول. 2) الطعام الجديد:- عندما يبدأ الطفل بأكل الطعام الصلب وذلك عندما تكون أعمارهم مابين 4 و12شهر،وبالتالي طبيعة البراز تتغير وتتغير مكوناته.هذا يزيد من إحتمالية الإصابة بالطفح الجلدي. أيضاً تغيير نوع الأكل للطفل يزيد عدد مرات التبرز مما يزيد احتمالية الإصابة بالطفح الجلدي. أما إذا كنتِ ممن يرضعون أطفالهم رضاعة طبيعية فإن طفلك عرضة للإصابة بالطفح الجلدي وذلك على حسب نوع الطعام الذي تأكلينه أنتِ. فمثلاً الأكل الذي يحتوي على الطماطم أو فلافل وبهارات حارة يسبب ذلك. 3) التهيج نتيجة المنتجات الجديدة:- إن استخدام الأنواع الجديدة من الحفاظات ،أو مواد التنظيف أو الترطيب المستخدمة في غسيل الحفاظات (التي تكون من قماش) يهيج الجلد أيضاً ويسبب ذلك الإكثار من عند استخدام بعض أنواع الكريمات أو المرطبات أو البودرة على جلدة الطفل كل ذلك يمكن أن يسبب الطفح الجلدي للطفل. 4) البكتريا والفطريات:- إن المنطقة المغطاة بالحفاظ (الأرداف- الفخذين -والعانة)هي مناطق معرضة وبشدة للالتهابات لأنها مناطق دافئة رطبة مما يعطي جواً ملائماً جداً لنمو البكتيريا والفطريات .غالباً ما يكون هذا النوع في البداية عند طيات الجلد أو حولها. 5) الجلد الحساس :- حيث أن الأطفال الذين يكون جلدهم مصاب بالتهابات أو إكزيميا غالباً يكونوا أكثر عرضة للإصابة بالطفح الجلدي . غالباً الجلد المتهيج نتيجة الالتهابات أو الإكزيما في البداية تكون في المناطق الأخرى غير منطقة الحفاظ. 6) الاحتكاك أو الفرك . الحفاظ الضيق أو الملابس التي تحتك بالجلد يمكن أن تسبب الطفح الجلدي. 7) استخدام المضادات الحيوية:- المضادات الحيوية تقتل البكتيريا كلها ضارها ونافعها. بالتالي قد ينتج عن ذالك ظهور الطفح الجلدي . لذلك قد يحدث الطفح الجلدي عند استخدام المضاد الحيوي سواء للطفل أو الأم المرضعة. - متى تستعين بالطبيب؟ غالباً ما يكون علاج مثل هذه الحالات بسيطاً وغالباً ما يتم الشفاء منها بإذن الله خلال أيام في البيت دون الحاجة إلى الطبيب لكن إذا لم تتحسن الحالة خلال أيام بالعلاج المنزلي بإستخدام المراهم مع التغيير المتكرر للحفاظ في تلك الحالة يجب مراجعة الطبيب.في بعض الأحيان ظهور الطفح الجلدي قد يؤدي إلى عدوى ثانوية قد تستدعي وصفات طبية. إذا يجب عليك مراجعة الطبيب عند ظهور طفح جلدي شديد في منطقة الحفاظ ولا يتحسن مع مرور الأيام بالرغم من العلاج المنزلي أو عند ظهور أحد الأعراض التالية:- 1) الحرارة ( ارتفاع درجة حرارة الجسم أكثر من 38 درجة مئوية). 2) وجود دمامل ( وجود دمامل وجرح في الجلد). 3) وجود طفح في مناطق أخرى غير المناطق المغطاة بالحفاظ. 4) وجود صديد أو قيح . - العلاج:- إن أفضل علاج هو إبقاء جلد طفلك نظيفاً ناشفاً قدر المستطاع. ولكن إذا استمر الطفح بعد العلاج والرعاية المنزلية عندها يقوم الطبيب بوصف مضاد للفطريات (كريم)أو هيدروكورتيزون (كريم أيضا).غالباً الحالة تتحسن خلال أيام وفي بعض الحالات قد تستمر لأسابيع. لكن إذا استمر الطفح بالرغم من العلاج سيقوم الطبيب بإستشارة أخصائي الأمراض الجلدية فربما يكون السبب مرضاً آخر كالفطريات أو الإكزيما. - منع حدوث المرض:- 1) تغيير الحفاظ للطفل بإستمرار: دائماً غيري الحفاظات المتسخة وإذا كان طفلك في الحضانة اطلبي من الطاقم المشرف أن يفعل ذلك. 2) شطفي بالماء أسفل طفلك في كل مرة تغيرين فيها الحفاظ. يمكن استخدام الحوض أو زجاجة مياه لهذا الغرض أو المناشف المبللة أو القطن المبلل لهذا الغرض . 3) نشفي الطفل بمنشفة نظيفة. لاتفركي أسفل طفلك لأن ذلك قد يهيج الجلد. 4) لا تشدي (تضيق)الحفاظ على طفلك.الحفاظ المربوط بشدة حول طفلك يمنع التهوية عن المنطقة المغطاة مما يجعل المنطقة رطبة مما يسهل حدوث الإصابة بالطفح الجلدي. 5) أعطي أسفل طفلك تهوية جيدة. متى أمكن دعي ابنك بدون حفاظ .الجلد المكشوف للهواء هي طريقة طبيعية لجعل الجلد جافاً. اغسلي الحفاظات القماشية جيداً . يجب عليك غسل الحفاظ المصنوع من القماش جيدا وبالماء الحار مع استخدام نوع متوسط من مساحيق الغسيل مع عدم استخدام المرطبات و أوراق التنشيف لأنها قد تهيج الجلد.كرري غسل الحفاظات القماشية إذا كان الطفل مصاباً بالطفح الجلدي. 6) استخدمي بطانة الحفاظات و أغطية الحفاظات ذات التهوية . استخدام البطانة مع الحفاظات القماشية يمكن أن يساعد في حفظ الجلد جافاً. استخدمي أغطية الحفاظات ذات التهوية الجيدة بدلاً من البلاستيكية أو المطاطية . 7) استخدمي المراهم بانتظام . إذا كان الطفل يتعرض دائماً للطفح الجلدي يمكن استخدام المراهم كحاجز بين الجلد والحفاظ وذلك مع كل تغيير للحفاظ. المواد البترولية أو زنك الأوكسايد مواد أساسية في اغلب أنواع المراهم واستخدام مثل هذه المواد كالفازلين على جلد جاف يساعد على الحفاظ على الجلد بوضع جيد. 8) بعد تغيير الحفاظ لطفلك اغسلي يديك جيداً . لأن ذلك يقلل ويمنع انتشار البكتيريا والفطريات لأي جزء من جسم الطفل أو لطفل آخر . الحفاظات القماشية أو ذات الاستخدام لمرة وحدة: يحتار الأبوان غالباً في اختيار نوع الحفاظ . لا يوجد دلائل أو أبحاث حول هذا الموضوع في إذا ما كان استخدام الحفاظات المعاد استخدامها أي القماشية هي الأفضل أم التي تستخدم لمرة واحدة . لكن وجد أن الحفاظ الذي يستخدم لمرة واحدة يحافظ على بقاء جلد الطفل جافاً . بشكل عام إذا كان هناك نوع من الحفاظات يهيج جلد طفلك استبدليه بنوع آخر ودائماً حافظي على جلد طفلك جافاً نظيفاً قدر المستطاع. - العناية أو الرعاية الشخصية: منتجات مضادة للطفح الجلدي: هناك منتجات عديدة مضادة للطفح الجلدي الناتج من الحفاظ موجودة في السوق ولا تحتاج وصفة من الطبيب . الزنك أوكسايد هي المادة النشطة في أغلب كريمات الحفاظات .هذه المنتجات توضع غالباً على المنطقة المتهيجة لترطيب المكان وحماية جلد الطفل.الزنك أوكسايد يمكن أن يستخدم أيضاً كواقي من الطفح الجلدي الناتج عن الحفاظ على الجلد السليم. المراهم أو الكريمات عادة هي أقل تهييجاً للجلد من المرطبات أو المحاليل السائلة لكن المراهم تكوّن طبقة عازلة فوق الجلد بالتالي تمنع المنطقة من الهواء .أما الكريمات فلأنها تجف على الجلد بالتالي تسمح للهواء بتأدية دوره.الطبيب يمكن أن يعطي للمريض كريم أو مرهم على حسب الحالة وما هو أفضل لها. وكقاعدة عامة لا بد أن تكون هذه المراهم ضمن المنتجات المخصصة للأطفال. زيادة التهوية: لعلاج الطفح الجلدي الناتج عن الحفاظ افعل ما تستطيع لزيادة التهوية لمنطقة الحفاظ هناك بعض الاقتراحات: 1- ضع الطفل بدون الحفاظ لفترة من الوقت خلال اليوم . 2- تجنب استخدام الملابس أو الأغطية البلاستيكية أو الضيقة . 3- استخدم حفاظات ذات مقاس كبير حتى يختفي الطفح. عندما يكون الطفل مصاباً بالطفح تجنب غسل المنطقة المصابة بالصابون أو المسحات العطرية أو الكحولية فهذه المواد تهيج جلد الطفل .في الماضي كان من المشهور استخدام بودرة التالك لحماية جلد الطفل ولإمتصاص الرطوبة الزائدة من الجلد . هذه الأيام لم يعد الأطباء يصفون مثل هذه البودرة لأنها قد تضر برئة الطفل. إعداد د/ نديم منير محمد مليباري. إشراف ومراجعة د/ محمد الغامدي. هذه المعلومات مقدمة من صحيفة عناية الصحية بالتعاون مع الجمعية السعودية لطب الأسرة و المجتمع.