{ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}.ويقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( قَالَ إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ ، وَلَا تَحَسَّسُوا وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا تَنَاجَشُوا وَلَا تَحَاسَدُوا وَلَا تَبَاغَضُوا وَلَا تَدَابَرُوا وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا ) رواه البخاري. كل منا يعتز برأيه وكل يصارع من أجل الحفاظ على ملكيته الفكرية. إنه حق من حقوقنا ومبدأ من مبادئ ديننا التي يتوجب علينا أن نحفظه ونرعاه لبعضنا في شتى مجالات حياتنا العلمية والعملية. ومن المؤكد أن الصراعات والمنازعات ئؤدي حتماً إلى الفشل، وهذا ما نص عليه الدليل القرآني الذي استشهدت به في مطلع هذا المقال. سيداتي سادتي؛ حقيقة أنه يومياً تكاد أن لا تخلو صحفنا المحلية من مقالات تتضمن هذا المدلول. وفيما يلي أمثلة لعناوين مقالات منشورة في صحفنا اليومية:"خلافات الباحثين تتواصل حول أسماء مواقع تاريخية وأثرية بالمدينة"، "اختلاف في جدة حول تسمية فيروس الخرمة / الخمرة". من المكتشف وماذا اكتشف؟ هل هذا هو أقصى ما نرجوه ؟ هل هذه تُعد نقطة اختلاف حقيقية تعيق مسيرة البحث والتقدم والتعلم والتطوير؟ الحقيقة المؤسفة والملموسة على أرض الواقع نعم أنها تشل العمل!. ولكن إذا نظرنا إلى أهدافنا النهائية وخرجنا من دائرة من المكتشف وماذا اكتشف؟ إلى دائرة أوسع وأعمق؛ وهي كيف نكتشف أكثر، وكيف نتجاوز العقبات والمعوقات، وهل نحن نسير في الطريق الصحيح، وهل بإستطاعتنا أن نغير ما بأنفسنا؟ و لا سيما أن أسئلة البحث العلمي لا ينبغي أن تتوقف عند حد أوتنتهي عند أحد. وكذلك فإن نتاج البحث العلمي هو حق من حقوق المجتمع ليستفيد منه الفقير قبل الغني، الضعيف قبل القوي، الطالب قبل استاذه. كيف نريد الوصول إلى النصروالفلاح وكيف سنصل إلى أهداف التنمية لبلداننا ونحن في صراع وتراشق دائمين. أليس من المخجل أن يكون هناك "اتحاد للعلماء الفلسطينين والإسرائلين" وهم أشد القوم عداوة فيما بينهم. بحيث يقوم هذا الإتحاد بإجراء دراسات وبحوث علمية تعود بالنفع على مجتمعاتهم. ونحن يكون هذا حالنا!! متى يا سادتي سنقف مع أنفسنا لنرى أي الأفكار تسيطرعلى سلوكياتنا وما هي دوافع تلك السلوكيات (قد يكون إحداها قد ورد في الحديث الشريف المذكور في بداية المقال) من صراعات وتراشقات في مجال بحوثنا وعملنا، ولنعمل سادتي على تقويمها ولتكن أفكارنا مبنية على أسس علمية قوية. وليأتي اليوم الذي يببارك الله لنا في علمنا وعملنا وبحوثنا وينميها لنا. وأخيرا نسأل الله أن لا نكون من الفاشلين. ودمتم. *رئيسة قسم تثقيف المرضى وعائلاتهم بمستشفى المساعدية للولادة والأطفال *إستشارية طب المجتمع