ألم السن تلك المشكلة المؤرقة التي تثير قلق الكثيرين و حيرتهم، بل إن كثيرين يتساءلون عن السبب الذي يجعل الألم الناتج عن مشاكل الأسنان بهذه الحدة و الشدة الأمر الذي جعل البعض... يطلق المثل متهكما " لا ألم مثل ألم الضرس و لا هم مثل هم العرس". إن آلام الأسنان تختلف في شدتها و في طبيعتها تبعا للمصدر الأصلي لها مما يجعلنا نؤكد على أن معرفة المصدر الأصلي للألم هو الخطوة الأولى للعلاج السليم و يعتمد ذلك على المزاوجة بين تاريخ الألم الذي يحكيه المريض و بين معطيات الفحص الإكلينيكي الذي يقوم به طبيب الأسنان إضافة إلى الأشعة التي يتم الاستعانة بها في حالة الحاحة إليها. يشتكي كثيرون من ألم خفيف هو أقرب إلى الشعور بالإزعاج من الألم في حالة تناول السكريات هذا الإحساس الذي لا يستمر سوى لثوانٍ بسيطة ما يلبث أن يختفي. الألم الذي يأتي بهذا الوصف غالبا ما يكون سببه أن تسوس الأسنان قد اخترق طبقة المينا الخارجية إلى الطبقة التي تليها حيث تنتشر النهايات العصبية التي ترحل بالإشارات العصبية إلى مراكز الألم في الدماغ الذي بدوره يرسل إشارات تنبهية تُتَرجم على هيئة ألم. هذا الألم الذي لا ينبغي إهماله إذ أن التساهل في أمره سيجعل تسوس الأسنان يمتد إلى منطقة أكثر عمقا و قد يتسبب في حدوث التهاب في لب السن مما يعرضنا إلى احتمالية الاحتياج إلى علاج لب السن. و علاج هذا النوع من الآلام هو أن يقوم المتألم بزيارة طبيب الأسنان الذي بدوره سيقوم بإزالة التسوس و عمل حشوة. قد يمتد تسوس الأسنان إذا ما تم إهمال علاجه ليصل إلى لب السن محدثا التهابا طفيفا من الممكن عكس تأثيره في حال تم العلاج مبكرا و بشكل صحيح. تسوس الأسنان ليس هو السبب الوحيد الذي قد يؤدي إلى التهاب لب السن و لب السن يتكون من خليط من الأوعية الدموية الدقيقة و الأعصاب و النهايات العصبية و من الأسباب التي قد تؤدي إلى التهاب لب السن إضافة إلى تسوس الأسنان العميق إلى تعرض السن إلى صدمة أو إصابة نتيجة حادث إضافة إلى التهابات اللثة التي قد تتضاعف و تسبب التهابا في لب السن و كذلك الحشوات السنية الكبيرة التي لم يتم تنفيذها بشكل جيد بحيث تسمح جوانبها بدخول البكتيريا و تخمر الأطعمة . التهاب لب السن يكون مميزا بألم شديد يبدأ نيجة لتناول المشروبات الباردة مالبث أن يختفي هذا الألم الشديد بعد ثوانٍ و سرعان ما تتطور المسألة إلى ألم شديد لا يستجيب للمسكنات تتم استثارته بالمشروبات الباردة و الحارة على حد سواء بل إن سوء الألم قد يبلغ عند بعض الناس إلى الدرجة التي تجعل تعرضهم لتيار هواء قوي سببا في استثارة الألم الذي عوضا عن كونه لا يستجيب للمسكنات فإنه يستمر لعدة دقائق قبل أن يزول تدريجيا مخلفا وراءه إحساسا بالانزعاج يدوم لفترة طويلة هذا الألم ما يلبث أن يصبح مزمنا لا يخف مع الوقت بل تزداد حدته في حالة قيام المريض بالاستلقاء على ظهره و يكون أخف وطأة في حالة الجلوس و ذلك لأنه في حالة الاستلقاء يتساوى الضغط الواقع على جميع مناطق الجسم تقريباو في بداية الرحلة مع الألم يكون المريض قادرا على تحديد أي سن يشتكي منها ما يلبث الألم أن يصبح منتشرا بحيث يصعب على المريض تحديد مصدره بدقة و تُعزى شدة الألم إلى الاختناق الذي تعانيه أنسجة لب السن الملتهبة في منطقة صغيرة جدا و مغلقة و لعل العلاج المناسب لمثل هذه الحالات هو علاج لب السن أو ما يتعارف عليه العامة بعلاج الجذور بحيث يقوم الطبيب بالدخول إلى لب السن ليقوم بنزع الأنسجة الملتهبة و تنظيف الجذور جيدا من بقاياها و من ثم حشو هذه الجذور لإغلاق المنافذ أمام البكتيريا و بعد ذلك يقوم بعمل حشوة لتاج السن همسة: آلام الأسنان هي جرس الإنذار الأول و لا ينبغي إهمالها