سلسلة إحمي وطنك (2) كنت قد تحدثت في المقال السابق عن أهمية مكافحة الفساد ووضحت أنواعه وحقوق المواطن في كشف مظاهره حماية لوطنه ولنفسه ومستقبله . لماذا تكافح قيادة المملكة العربية السعودية الفساد وتضرب بيد من حديد على من يتورط في أي شكل من أشكاله لأن الوطن يقوم على الدين الإسلامي وهذا الدين يمنع مثل هذة الممارسات كما قال الله تعالي ( ولا تفسدوا في الارض بعد إصلاحها) (الأعراف 56) بالإضافة الي أن الفساد يكسر العمود الفقري لأي دولة مهما علا شأنها ، الفساد يعوق التطوير والتنمية والإستثمارات وقد يرتبط بعلاقة مع الجريمة المنظمة ومن يحاول العبث بهذا الوطن . بالإضافة الي أن مكافحة الفساد تكفل تحقيق العدالة بين أفراد المجتمع وتساهم في توفير جوا صحيا للعمل وللتطوير والتنمية الإجتماعية والإقتصادية . مظاهر الفساد المختلفة في جميع القطاعات ومن ضمنها القطاع الصحي ترتبط بعدة ممارسات وأشكال من أمثلتها إنتشار الواسطة (إستغلال السلطة) في الترقية الي مناصب إدارية أوتعيين الموظفين عن طريق مفاضلة (العلاقات الشخصية) للأسف ، هذة النوعية من الموظفين دائما ما يكونوا ( أداة ) لتحقيق مآرب وأهداف ذلك المسؤول حيث تجدهم العصا التي يتؤكأ عليها في إستغلال موارد الدولة ويهش به على معارضيه ويوقع بأسمه العقود ويتخذ عن طريقه القرارات والعقوبات وللأسف يشعر هذا الموظف بالفرح والقوة التي إستمدها من (ولي نعمته) ليتمادى ويتلاعب بالمواطنين معتقدا بأنه لايمكن محاسبته بإعتباره يؤدي ما يطلب منه حسب النظام ونظامه هو مديره أو المسؤول الذي إستعان به متناسياً أنه في حالة وجود فساد أو شكوى قضائية سيجد أقرب الناس اليه والمنتفعين منه وهو مديره الذي جلبه (أول المختفين) من الساحة ويُترك لمواجهة مصيرة حينها لن ينفعه القول بأنه ينفذ سياسة المدير أو أنه عبد مأمور لان هذة اللعبة لا يمكن إستخدامها في عصر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله الذي أناط المسؤولية بجميع موظفي الدولة وحملهم أمانة مراعاة حقوق المواطنين وعدم إستغلالها لمنافع شخصية. في ظل توفر الأنظمة والتشريعات ورغبة الدولة في مكافحة الفساد ومن وجهة نظري يمكننا القضاء على كل أنواع الفساد الإداري والمالي وكل ما يرتبط معه بتحقيق ثلاثة أمور الأول : مبدأ الوضوح (الشفافية) عن طريق توضيح كافة الإجراءات الإدارية التي تتم داخل أي مؤسسة بشكل معلن وواضح للجميع وتوضيح عقود وإجراءات مشتريات الحكومة والمؤسسات العامة والمساهمة الثاني : إعطاء الإعلام و الجمهور ومؤسسات المجتمع المدني حق نقد هذة الإجراءات وإبداء الملاحظات عليها . الثالث : حماية النزاهة ، ومن يتصدى لمثل هذة القضايا الوطنية بإعتباره يساعد في حماية وطنه. لا تعتقد أن هذة النقاط غير موجودة في أنظمة الدولة فقد كفلتها لك حكومة خادم الحرمين الشريفين وقد جاءت في المادة (ثالثا) بند الوسائل في الإستراتيجية الوطنية لحماية النزاهة ومكافحة الفساد. دور المواطن العادي البسيط سواء كان (طبيب / ممرض / فني / إداري / مستخدم) أو مراجعا ( مريض / مرافق) دور كبير جدا وهو ركن رئيسي في مكافحة الفساد بإعتباره الشخص الذي يحتك بمظاهر الفساد وتُمارس عليه وبالتالي يجب أن يكون رجل الأمن الأول كما طلب منه صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وكل ما يتطلب منه الأمر أن يقوم بإبلاغ الجهات المسؤولة بشكل رسمي حتى لا يتمكن (المفسد) من طمس الحقائق أو أن يتصل على الرقم 980 وتقديم بلاغ يحفظ فيه حقوقه كمواطن وحق وطنه الذي يحتضنه. * رئيس تحرير صحيفة عناية الإلكترونية هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته لقراءة المقال الأول في سلسلة إحمي وطنك (أضغط هنا)