المقال الثالث ضمن سلسلة إحمي وطنك للفساد دائما أب يحميه وقد ينجب أبناء ويجمع الأخوة لحماية مكتسباته. إن من ضمن الإستراتيجية التي أقرها خادم الحرمين الشريفين حفظه الله والمعروفة بالإستراتيجية الوطنية لحماية النزاهة ومكافحة الفساد في المادة (ثالثاً) الفقرة (2 - ط) "العمل بمبدأ المساءلة لكل مسؤول مهما كان موقعه ، وفقاً للأنظمة" وهذه المادة هي أساس مكافحة الفساد وبدونها لن تنجح أي إستراتيجية أمنية أو إدارية ، مساءلة المسؤول توفر بيئة من العدل لدى الموظفين و تشكل نوعاً من الردع الإجتماعي لكل من تسول له نفسه أن يستغل نفوذه في التلاعب بالأنظمة أو المال العام وحقوق المواطنين. عدم توفر المساءلة وعدم التشهير بالمفسدين يوفر جوا من الطمأنينة لهولاء ويشكل مطمع لغيرهم من الموظفين الأخرين ويقتل فيهم الإخلاص والأمانة بإعتبار أن الإثراء بطرق الفساد يغري ضعاف النفوس والذين يعانون من ضائقة مالية للبحث عن فرصتهم أيضا!! يجب ان تتوفر الشفافية في القطاعات الصحية بإعلان واضح ومفصل عن المشاريع الجديدة وسلم الرواتب والحوافز والوظائف الشاغرة ومن يقوم بإختيار الموظفين حيث ان الإعلان قد يشكل نوعا من المراقبة العامة لدى المواطن الذي عندما يجد أن حقه سُلب في وظيفة أو ترقية سيتقدم وقتها بكل طمانينة للإبلاغ عن تجاوز ما في تلك الأمور. تخيلوا ان يتم تحويل مدير مستشفى حكومي الي التحقيق بتهمة إستغلال النفوذ والصلاحيات سواء بشكل مالي او إداري ، كيف سيتغير جو العمل في اليوم التالي ، وكيف يلتزم الجميع بتطبيق النظام بدون متابعة من أحد لأن الخوف في أحيان كثيرة يكون جميلاً لتصحيح الأخطاء مثال وردني من أحد المستشفيات الحكومية ان المدير لازال يستغل نفوذه بتعيين المساعدين ويعطي لهم صلاحيات واسعة ولا يتقبل أي شكوى ضدهم حتى وإن أشتكى القسم بأكمله ، عندما يرفع حوالي 17 طبيب شكوى ضد هذا المدير لوزارة الصحة ويتهمونه بالإستئثار بغرف العمليات التي يرغب بالعمل فيها ويجهزها بإمكانيات متطورة (تليق بمقامه) بينما يهمل بقية الغرف والمرضى ولا يجد من يحاسبه ، حينها سنقضي على 17 رجل وطني بكل ما فيهم من أمانة وحرص ومسؤولية ، وعندما تتسرب اليهم قناعة أن هذا المسؤول محمي أو لا تتم محاسبته بالتأكيد أنهم سيصابون بالإحباط ويتخلون عن فكرة حماية الوطن من هولاء!! عندما يقوم مدير المستشفى نفسه بإهمال شكاوى المواطنين والموظفين ضد أحد مساعديه ويتفرغ لترقيته وزيادة حوافزه بالتأكيد هو يرسل رسالة للجميع أن المستشفى هي أملاك خاصة له وعندما يصل صوت هولاء الي الوزارة ولا يتحرك أحد بالتأكيد أنهم يصادقون على أقواله. أتمنى من المسؤولين في وزارة الصحة أن لا يستغربوا غضب المواطنين (ليس لأن المواطن لا يعجبه العجب) كما يقول البعض ولكن لأنه يرى فصول مسرحية الفساد بكل انواع الدراما سيرى مدير المستشفى الذي ذهب اليه مشتكياً من عدم توفر سرير لتنويم والده أو والدته يقوم بتوفير السرير لأحد أقارب المدير ولو كانوا من الدرجة العاشرة ، عندما يقول موظف المواعيد للمريض أنه لا يوجد مواعيد مع الطبيب قبل ستة أشهر سيأخذ الموعد على مضض وينتظر ولكنه عندما يجلس في الإنتظار سيشاهد بعينه كم شخصاً يقابل طبيبه (المدير) بدون مواعيد وبدون (سرى) .. حينها لا ننتظر من المريض الإ الغضب والصراخ بالمحسوبية وفيتامين واو كما يسمونه! هذه امثلة بسيطة لبعض مظاهر الفساد .. يجب على كل موظف أو موظفة أوالمريض ومن يرافقه أو مراجع يحب وطنه أن يؤدي الأمانة ويتقدم ببلاغ رسمي للوزارة حتى وان اعتقد أنه لن يتم محاسبة ذلك المسؤول لكني متأكد أن الزمن قادم لإجتثاث ذلك الفكرومن يمثله. *رئيس تحرير صحيفة عناية الصحية الإلكترونية هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته