تفرد صحيفة عناية مساحة حرة لمراسليها لإجراء لقآءت صحفية مع عناصر من منسوبي الصحة في جميع مناطق المملكة، وتحتضن وتفتح ذراعيها لهذه الكفآءات للتعبير عن آرائها حول همومهم المهنية، وتفرد لهذة الآراء مساحة كافية من أجل فتح نوافذ التقاء فكري بين أصحاب المهنة الواحدة. في عموم منشآتنا الصحية اليوم عناية تستضيف صيدلي إكلينيكي حاصل على درجة الماجستير في الصيدلة الأكلينيكية (السريرية) تقلد عدة مناصب إدارية قبل أن يعتذر عن آخرها كمدير لمستشفى أبو عريش العام (200 سرير) ليعود لممارسة مهنته إلى جوار المريض بعد أن استطاع خلال فترة توليه هذا المنصب أن ينقل مستشفى أبوعريش نقلة نوعية ليصبح على يدية مستشفى تعليمي يقيم العديد من الدورات التدريبية والتعليمية في المنطقة. عُرف بإيمانه العميق بالتدريب والتطوير للكوادر العاملة بأي منشأة على إختلاف تخصصاتهم، حيثُ يرى في التدريب أنه أساس تقدم منشآتنا الصحية والقادر على الارتقاء بمستوى الخدمة والرعاية الطبية فيها. دعونا نتعرف عليه عن كثب ونتجول في فكر الرجل ونتعرف ما الذي دفعه لترك هذا المنصب رغم نجاحه بشهادة الجميع، ثم نعرج على أبعاد مهنية حول الصيدلة وهمومها وما يتمناه لها. فإلى محتوى اللقاء مع ضيف صحيفة عناية: س1: الرجاء تعريفنا ببطاقتك الشخصية؟ ج1: الاسم: ص/ عبدالرحمن حسين محمد فقيهي. الحالة لاجتماعية: متزوج. ولدي خمسة من الأبناء. العمر/ 39 سنة. س2: بطاقتكم العلمية؟ ج2: البطاقة العلمية حاصل على شهادة الماجستير في علم الصيدلة الاكلينيكي في عام 1427ه من جامعة الملك سعود بالرياض وكنت قد حصلت على درجة البكالوريوس من ذات الجامعة عام 1421ه عضو الجمعية الصيدلية السعودية. وكذلك عضو الجمعية الصيدلة الأمريكية والبريطانية. س3: بطاقتكم المهنية؟ ج3: عملت في مستشفى صامطة العام كصيدلي ثم مشرف الخدمات الصيدلية من عام 1421-1424ه ثم التحقت بالجامعة للحصول على درجة الماجستير، وبعد التخرج عملت مشرف للخدمات الصيدلية بمستشفى أبوعريش العام ثم مديرا للمستشفى والآن أعمل مشرفاً للخدمات الصيدلية بمستشفى صامطة العام والقطاع الصحي الجنوبي. س4: آخر منصب لكم كان مديراً لمستشفى أبو عريش كيف وجدتموه؟؟ ولماذا تركتموه رغم ما حققتموه من نجاح؟ ج4: عملي كمدير لمستشفى أبو عريش كان محطة مهمة في حياتي العملية وثقة من مدير عام صحة جازان سابقاً الدكتور/ الطبيقي، لا زلت أحتفظ بمكانتها في قلبي لما حققتة فيها من خبرات إدارية واسعة جدا وهي مسؤلية وطنية وأمانة كبيرة شعرت فيها بعبء كبير خاصة أنني كنت أحلم بتحقيق أحلام الإنسان البسيط الذي يبحث عن من يشعره بأهمية حياتة التي تمثل بانسبة له أثمن ما يملك وكذلك مسئولية أخرى لا تقل أهمية وهي حقوق العاملين بالمنشأة ما لهم وما عليهم في جميع الأقسام والتخصصات، كما أن مدير المستشفى عليه أن يكون لديه إلمام بالمجال الطبي بأقسامه المختلفة: الطب، التمريض، الصيدلة، الاشعة، المختبر، وكذلك الأقسام المساعدة والخدمات المساندة من صيانة طبية وغير طبية، ونظافة، و مستودعات وتموين، وغيرها من أقسام إدارية في شؤون الموظفين. لذا العمل كمدير مستشفى عمل ليس سهلاً كما يعتقد البعض بل مهمة صعبة بالغة التعقيد والتداخلات. مشكلتي أنني أهتم بأدق التفاصيل وأريد أن أصل إلى ما يصبو إلى المواطن قبل المسئول ويرضي ضميري أمام الله قبل كُل شيء، لذا فقد كانت هناك الكثير من التحديات التي تُعيق إستمراريتي وإن كان هنالك بعض من الإنجازات أو النجاحات التي يتحدث عنها البعض أبان عملي في هذه المهمة التي دامت ثلاث سنوات فهو توفيق من الله، كما أني أنسبها لفريق العمل الذي أعتبر نفسي عُنصر من عناصره الذين لازلت أحمل لهم كُل والأمنيات الصادقة بتحقيق الأفظل لصالح الوطن والمواطن. س5: مهنتك ماذا تعني لك؟ ج5: مهنتي تعني لي نبض حياتي. س6: كيف تقيمون أوضاع مهنة الصيدلة تعليمياً ومهنياً؟ ج6: الصيدلة تعليمياً بقيت محاصرة في المنطقة الوسطى ولم تنعتق من محدودية حضورها العلمي الشبة المفقود في مدن غير الرياض حيثُ بقي التعليم لهذا التخصص منذُ أوائل السبعينيات وحتى أواخر التسعينيات يعاني الاحتكار في منطقة الرياض والذي أدى إلى محدودية الالتحاق بها من قبل أبناء المناطق الأخرى. ومهنيا حالها حال بعض المهن الصحية التي لازلت تبحث عن هويتها ولازالت في رأيي تحتاج إلى من يمنحها من وقته من أجل التعريف والخروج بها من صورتها النمطية التي ارتسمت في أذهان الناس والتي ارتبطت بدور الصيدليات الأهلية التي تشبه في تعاملها الحالي دور المحلات التموينية، وعلينا كمنتسبين لها إثبات وجودها، فهي في نظري لم تاخذ حقها في الفريق الصحي في الكثير من مستشفياتنا الحكومية والأهلية. س7: هل ترون تقارب بين القطاع الحكومي والقطاع الخاص في مهنة الصيدلة؟ ج7: التقارب موجود بقدر المصلحة التي يحققها القطاع الخاص عن طريق القطاع العام وكلما تقلصت تلك المصالح بات التقارب على المحك. س8:عرفتم بآرائكم المناهضة للانتشار الغير مقنن للصيدليات الأهلية لماذا؟ ج8: الصيدليات الأهلية بحاجة ماسة لوقفة حازمة من الجهات المعنية لوضع سياسات وإجرآت تنظم عملها وتحد من عشوائية العمل بها على أن يشرف على تطبيقه فريق مختص يمارس دوره الرقابي بفعالية وبصلاحيات تمنحه القيام بهذا الدور بكل جدية وفعالية لأنه في اعتقادي الشخصي أن الصيدليات الأهلية بوضعيتها الحالية تمارس عمل غير مقنن ويتسم بطابعه التجاري بالدرجة الأولى وقد أسهم ذلك بقصد أو بغير قصد في مضار على نطاق واسع بسبب قلة الوعي لدى العامة والذي أدى تدريجياً إلى تردي الحالة الصحية لدى بعض المرضى ومنهم من أوصله سوء إستخدامه للعديد من الأدوية الغير موصوفة طبياً، حيث يستخدم مريض الزكام أقوى المضادات الحيوية بدون قيود بل وصل الأمر أن كثير من الأسر لا يراجع الطبيب المختص الا بعد وصول بعض الحالات المرضية إلى نقطة اللا عودة ومقاومتها لجميع المضادات. س9: أين مكمن الخطورة؟ ج 9: مكمن الخطورة تثبته دراسة بحثية أن الاسرة السعودية لا تستخدم سوى 25٪ من الأدوية المصروفة لهم من قبل الطبيب بينما 75% يلجأ إلى إستخدام الأدوية التي بلا وصفة طبية وهذة الإحصائية تدق ناقوس الخطر بضرورة تقنين عمل الصيدليات الأهلية، وكون الأغلبية من ملاكها تجار والعاملين والموزعين يهمهم في المقام الأول الأرباح والمكاسب المادية التي يحققونها بغض النظر عن ما يسببة ذلك من أضرار للمرضى على المدى القريب والبعيد بسبب إهمال الجانب الصحي والوقائي الذي هو الهدف الاساسي من وجود الصيدلية. لذا يجب على الجهات المختصة المسئولة عن الصيدليات التجارية متابعة الصيدليات و وضع الأنظمة الرقابية التي تحد من بيع الأدوية التي لا يجب صرفها الا بموجب وصفة طبية تخصصية مكتملة ومستوفية للشروط الخاصة بكل دواء وفقا للمعايير الطبية. س10: بعد هذا التوضيح ما الذي تتمنى أن يحدث للحد من هذه الظاهرة؟ وبماذا تنصح؟ ج10:ما أتمناه هو ما يتمناه أي مواطن وهو وضع الأنظمة والقوانين التي تحمي من هذه العشوائية والانتشار الغير مقنن للصيدليات الأهلية التي يدل وجود العشرات منها في الشارع الواحد على ما تحققه من مكاسب على حساب صحة الناس. وأما النصيحة فهو أمل ورجاء أرفعه لكل مسئول إلى الحد من هذة العشوائية وربط الصيدليات مع المستشفيات الحكومية والخاصة بشبكة الكترونية يمكن من خلالها معرفة حالة المريض والأدوية التي وصفت له بحيث لا يتمكن أي أحد من الحصول على الدواء إلى بموجب وصفة طبية. س11: عرفتم بهوسكم البحثي ماهو أهميتة لمهنتكم؟ ج11: البحث العلمي هو غذاء كل مهنة وخصوصا المهن الصحية لاسيما ان العلم يتجدد ولا يقف عند زمن الحصول على الشهادة أيا كانت فالبحث والاطلاع على البحوث العلمية هو الوقود لممارسة المهنة والنهوض بها وتطويرها والوقوف على حقائق الامور بالدليل والبرهان العلمي الذي لا يقبل التأويل. س12: أنتم عضو منتسب لجمعية الصيدلة السعودية ماهو تقييمكم لدورها؟ ج 12:أنا أعتبرها إضافة مهمة لتاريخ مهنة الصيدلة بالمملكة وهي محطة يجب أن تنطلق منها كل المبادرات وأنا أتشرف بالانتماء لعضويتها إلا أنها لا زالت بحاجة لوضع منهجية لعملها تضمن وصول فوائد إنشائها إلى كُل المناطق بالمملكة من خلال إنشاء مكاتب فرعية لها في كُل المناطق دون إستثناء لكي تمارس دور فاعل في رسم خارطة لمستقبل المهنة. س13: نختم بسؤال حول رأيكم بصحيفة عناية؟؟ ج13: عناية صحيفة تفرض احترامها على القارئ وأعتبرها مصدر إلهام لمنسوبي الخدمات الصحية وأتمنى لها مواصلة تألقها. أجرى الحوار: موسى النخيفي.