قد تتحرك كل الأجهزة الأمنية عندما يكون في بطن أخي قنبلة. وقد يظن الآخرون انه انتحاري!! ولكن المصيبة عندما يكون أخي لا يعلم عن تلك القنبلة إلا بالصدفة. لن أنسى تلك اللحظة عندما تلقيت اتصالا من أخي وفي نبرة صوته الخوف وهو يقول أن الدكتور؟؟ يقول له "في بطنك قنبلة موقوتة ولازم ننزع الفتيل الآن وإلا ستنفقر(ستنفجر) " عندها لم أكن قد أصبحت طبيبا بعد ، ولكنني تخيلت أن ذلك الطبيب المزعوم إنما هو تاجر سلاح يلقب (أبو قنبلة) . هدأت من روع أخي وأخبرته انه لا يوجد قنابل وذهبت به إلى احد أساتذتي في الطب وتم تشخيصه بان الموضوع لا يتعدي أن يكون حصوات في المرارة ويجب إزالتها في وقت قريب بحيث لا تتأخر العملية ولكنها قابله للتأجيل. وعندما أصبحت طبيبا أدركت أن ذلك الطبيب التاجر لا يملك المعلومة الطبية البسيطة ولا فن التعامل وبالتالي يضاف له لقب الجاهل لأنه وإن كان يملكهما فهو يمتلك أيضا كمية كافية من الانهيار القيمي تسمح له بالتلاعب بمشاعر المرضى والرقص على آلامهم حتى يمارس هوايته بالنصب ونزع القنابل وبالتالي ينال لقب النصاب بكل جدارة. وفي نفس ذلك المعسكر التجاري (المستشفى الخاص) يخبرونك أن إرتفاع درجة الحرارة قد يؤدي لصهر المخ , ونزلة البرد (العادية) تعالج بأدوية عن طريق الوريد وتساقط الشعر يحتاج إلى أشعة مقطعية والسكر يعالج بالأنسولين من أول زيارة للطبيب وبإمكانك القياس على كثير من التصرفات المشابهة. المشكلة ليست أن أخي كاد أن يكون ضحية (أبو قنبلة) ولكن يبدو أن ضحاياه كثر وانه لا يوجد فقط أبو قنبلة واحد بل كثرة هم وتتنوع أسمائهم ومنها (البنشري) لكثرة الرقع التي يقوم بها.وكما أحب أن اسميهم (عشرة بريال). إن تدني المعرفة الطبية والسلوكية والقيمية لدى هذه العينة من الناس يمتد كنتيجة حتمية إلى مهاراتهم اليدوية والتطبيقية و المصيبة استمرار المواطن بمنح الثقة لهؤلاء واتهام الطبيب السعودي بالأخطاء الطبية ومستشفيات وزارة الصحة بالرمضاء عندما سألت احد المرضى لماذا تذهبون إلي أبو قنبلة وإخوانه وقد علمتم مشاكلهم ؟ أجابني كالمستجير من الرمضاء بالنار؟؟!! إن انعدام الثقة بين المريض والطبيب مشكلة حقيقية فالثقة يكتسبها الطبيب فقط عندما تمنح له من المريض طوعا لا كرها. رسالتي إليكم سادتي ان الطبيب السعودي و أخصه في هذا المقام ذو معدن أصيل يستحق الاستثمار طويل الأجل وتأهيله ومن ثم احلاله في جميع المواقع خاصة او عامه حتى وان كان مكلفا لأنه حتى اقتصاديا مردوده سيكون لبلده ولتكن مسألة وقت أفضل من أن تكون مشكلة في التخطيط وتدهور للمستقبل . وعندها ستمنح له الثقة. وكما يقول المثل (لا تجيب ألف طبيب من نفس المكان) وفي حكمة شعبية (يا شاري الداني بالدون تحسب انك الغابن وأنت المغبون) و أخيرا اللهم أجرنا من أبو القنابل .. وبحيرة المسك.