كالمستجير من الرمضاء بالنار، عاد العم سالم إلى منزله المتهالك بحي الكرنتينا والذي يعوم فوق بركة من مياه المجاري، ممسكا بيده المرتعشة كيساً صغيرًا مليء بحبوب "البنادول" المسكنة فقط والتي صرفها له طبيب مستشفى الملك عبدالعزيز بالمحجر كوصفة طبية تقضي على الصداع، بحسب تقرير أعدته الزميلة سامية العيسى ونشرته "الوطن". وما إن شاهد جيران وسكان حي الكرنتينا العم سالم الشلوي، إلا وهبوا لإستقباله وتجمعوا حوله حين شاهدوه يمشي بخطى منكسرة وذليلة بإتجاه منزله أو بالأحرى مستنقعه، فأسرعوا له واصطحبوه حتى باب المنزل. ويأتي ذلك في ظل غياب دور الجهات المختصة من الشؤون الاجتماعية والشؤون الصحية التي تابعت حالة العم سالم والتي نشرتها "الوطن" على صفحاتها يومي الخميس والجمعة الماضيين. وقال أبو عبدالمجيد أحد سكان الحي والذي رافق الشلوي إلى منزله، إنه توقع عودته ومثله مثل العشرات من المسنين والمعوزين، لقد شخصوا حالته على أنه يعاني من صداع وضعف إبصار، وأعطوه مسكن البنادول، وأشار إلى أنه في السابق قام أهل الحي باصطحاب حالات مرضية كثيرة لمرضى مسنين، لكنهم في كل مرة يعودون بخفي حنين والمستشفى الوحيد الذي يخدم الحي هو مستشفى المحجر ويتفنن موظفوه بجدارة في التهرب من إستقبال أي حالات لمرضى الحي خوفًا من أن يستمر علاجهم لفترات زمنية طويلة، مبينًا أن جل ما يفعلوه صرف وصفة طبية من حبوب البنادول لكل مريض،حتى مرضى السرطان والربو.