في الوقت الذي أفتخر فيه شخصيًا بمتابعة أخبار معاليكم بإجراء عمليات فصل التوائم والتي تنقل عبر قنوات محلية وإقليمية وأشعر أن هذه الإنجازات تضاف إلى صفحاتي الشخصية وربما يشعر بذلك كل محب لهذا الوطن ولو لم يكن مواطنًا سعوديًا، فإنني أتألم بشدة ويعتصر أعماقي الأسى عندما أسمع من الكثيرين ممن أعرفهم أو أسمع عنهم من قبل وسائل الإعلام المحلية أو مما يتناقله عامة الناس حول تدني مستوى الخدمات وسوء الأداء في مستشفياتنا الحكومية الكبرى وليست المراكز الصحية فحسب، وقد تأكد لي كل ذلك خلال أواخر شهر رمضان وطيلة شهر شوال المنصرمين هذا العام عندما اضطررت للذهاب بابني إلى مستشفى الملك فهد بالمدينةالمنورة ورأيت وعايشت بنفسي ما كان مجرد أخبار أو أقوال، ومن المؤسف بالطبع أن أضطر اليوم للكتابة إلى معاليكم من خلال هذه الزاوية لعلي أصل بهذه الأسطر إلى تحقيق أمنيات الكثيرين من أبناء طيبة الطيبة جيران رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذين يتكلفون الكثير من المال والوقت والجهد والآلام في سبيل توفير خدمة طبية لعلاج أمراضهم ومداواة مرضاهم، ففي قسم الطوارئ بهذا المستشفى العملاق رأيت أوضاع بعض أسرة المرضى وكيف تم تربيطها بحبال نايلون -ولدي صور لما رأيت- وكيف يحاول العاملون في هذا القسم بذل ما يستطيعون من جهد لتوفير احتياجات المرضى ولكن دون جدوى فإمكانيات القسم لا تفي بالغرض ولا تحقق الغاية رغم كل الجهود فهل هذا يرضي معاليكم!!؟ كما أنني وبعدما يئست من جدوى التعامل مع المستشفيات الحكومية اضطررت للتعامل مع إحدى المستشفيات الخاصة في المدينة نظرًا لحالة ابني الحرجة، وكأنني كالمستجير من الرمضاء بجهنم، حيث إنني اضطررت لدفع مبالغ طائلة مقابل إجراء عملية الزائدة لابني، ولما لم تنته معاناته أجرى الطبيب الجراح عملية جراحية أخرى ولما يمض أسبوع واحد على العملية الأولى، وكاد أن يفتح بطن ابني مرة ثالثة ولما يمض أسبوع على الثانية، لكنني أوقفته وذهبت بابني إلى مدينة جدة حيث وجد عناية ورعاية وخدمة متميزة في أحد الصروح الطبية الراقية ولم يتم فتح بطنه وهو اليوم يمارس حياته بصورة طبيعية والحمد لله، طبعًا لم يتم ذلك مجانًا ولكن كان كل ريال دفعته في جدة في مكانه ولم يذهب الوقت والجهد عبثًا كما حصل معنا في المدينةالمنورة وللأسف الشديد!! أخيرا أود التوجه بسؤال.. إلى متى تستمر معاناة المواطنيك في مدينة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أليس لجيران الحبيب مكانة خاصة، ألا يستحقون توفير الخدمات الطبية العادية وبصورة طبيعية دون أن يتكلفوا جهدًا ومالًا ووقتًا ومعاناة..؟ اللهم إليك نشكو قلة حيلة وضعف جيران نبيك وهوانهم على وزارة الصحة، اللهم فاشهد..!! [email protected]