وأنا في صدد اختيار عنوان الكتاب وقبل أن يقع اختياري على "الرعاية الصحية .. نظرة مستقبلية" كان أحد خياراتي لعنوان الكتاب " الرعاية الصحية: اليوم ..وبعد غد" . أما لماذا بعد غد وليس غدا , فلأن "غداً لناظره قريب" أي بعد سنة , أو عشر سنوات. في حين أن الرعاية الصحية لكي تقوم على أسس علمية سليمة تحتاج إلى تخطيط بعيد المدى .. بعد خمس وعشرين أو ثلاثين سنة مثلاً .. وهي الفترة التي يتضاعف فيها عدد السكان وبالتالي يتضاعف حجم الرعاية الصحية المطلوبة . كما أن الفترة التي نحتاجها لإعداد القوى البشرية، ولتهيئة أفراد المجتمع لتحمل مسئولياتهم تجاه الصحة. بنظرة سريعة لمحتويات الكتاب ستجد أن الأربع ركائز التي يقوم عليها مستقبل الرعاية الصحية في بلادنا وفي أى مجتمع آخر هي: • التخطيط السليم الذي يقوم على أسس علمية ومعلومات موثقة. • القوى البشرية العاملة في الحقل الصحي , إذ أنها حجر الأساس في الرعاية الصحية. • لا مركزيه الإدارة . أى أن يكون لكل منطقة شئون صحية ميزانية مخصصة لها تصرف منها على خدماتها ومشاريعها وتحاسب عليها. • الرعاية الصحية الأولية الشاملة (العلاجية والوقائية التأهيلية) . إذ أنها تغطي 80% من احتياجات المجتمع , ولا تزيد تكلفتها عن 10% من إجمالي تكلفة الرعاية الصحية. الكتاب موجه إلى القارئ المثقف , ولمن لهم صلة بالرعاية الصحية من مخططين وإداريين وأطباء وفنيين وأساتذة وطلاب وطالبات الكليات والمعاهد الطبية والصحية . وإذا كان الحديث يدور في بعض أجزاء الكتاب عن الأطباء فهو في الواقع يشمل غير الأطباء من العاملين الصحيين. وإذا كنا نتحدث فيه أساساً عن المملكة العربية السعودية فبقية البلاد العربية تعيش في نفس البوتقة التي نعيش فيها. لا يسعني إلا أن أتقدم بشكري الجزيل إلى الصديقين الدكتور راشد الراجح الشريف والدكتور عدنان البار على ما أبدياه من ملاحظات قيمة على مسودة الكتاب وإلى الأخ عبد القدوس حسن مقبول على الجهد الذي بذله في الطباعة والتنسيق. آمل أن يسهم الكتاب في غرس بذرة في حقل المعرفة الطبية وأن يضيف لبنة جديدة إلى صرح الرعاية الصحية القائم. (وقل أعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) .. بقلم د.زهير السباعي.