طالب أستاذ طب الأسرة والمجتمع الدكتور زهير السباعي اعتماد اللغة العربية في تعليم العلوم الطبية مع ضرورة إجادة لغة أجنبية حية، مشيرا الى قيامه بعمل دراسة على طلاب الطب في السنوات النهائية وثبت من خلالها أنهم إذا قرؤوا نصا علميا باللغة العربية تزداد سرعتهم في القراءة ومستوى استيعابهم بنسبة 80% مقارنة بقراءة نفس النص باللغة الانجليزية. واعتبرالسباعي أن لغة التعليم في المعاهد الصحية التي تصل مدة الدراسة فيها 4 سنوات تركز على تحسين اللغة الإنجليزية لدى الطلاب حتى يصلوا إلى مستوى من اللغة الإنجليزية يمكنهم من التواصل مع بقية أفراد الفريق الصحي وقراءة ملفات المرضى ووصفات الطبيب، لكنهم لا يصلون الى المستوى الذي يمكنهم من دراسة المواد العلمية واستيعابها باللغة الإنجليزية. ويضيف السباعي: إذا أردنا تطوير مستوى خريجي المعاهد الصحية فلا بد من استمرار السنة التحضيرية لتقوية اللغة الانجليزية، على أن يدرس الطالب المواد العلمية في السنتين التاليتين باللغة العربية. وطلب السباعي من مجلس أمناء الهيئة السعودية للتخصصات الصحية إصدار قرار بتدريس مواد المعاهد الصحية باللغة العربية بعد السنة التحضيرية، أو ترك الخيار للمعاهد لتدرس باللغة التي تريدها على أن لا تمنح الهيئة خريجي المعاهد رخصة ممارسة المهنة إلا إذا اجتازوا امتحانا في اللغة الانجليزية بمستوى لا يقل عن 400 في التوفيل أو ما يوازيه. وأكد السباعي أن تدريب وتطوير القوى البشرية يحتاج خطة واضحة المعالم وتمتد الى 25 سنة , مع الأخذ في الاعتبار أن الفنيين الصحيين يعملون في أكثر من 50 مجالا، مشيرا الى وجود 51 ألف طبيب وطبيب أسنان من جميع الجنسيات، من بينهم 11 ألف سعودي، مقابل 153 ألف فني صحي، من بينهم 62 ألف سعودي، ما يعني أن مقابل كل طبيب 3 فنيين صحيين، في حين أن تقارير الصحة في العالم تطالب بمعدل 8 الى 10 فنيين صحيين لكل طبيب، وهذا يعني حاجتنا الى 500 ألف فني وصحي خلال 25 سنة لان عدد السكان سيتضاعف، وبالتالي يتعين علينا تدريب أكثر من 500 ألف فني صحي سعودي. ويضيف : لو عدنا إلى الوصف الوظيفي للعاملين في الحقل الصحي لوجدنا أن الكثير من العاملين في العيادات الخارجية في المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية الأولية والطب الوقائي والإدارة الصحية والعلاج الطبيعي لا يحتاجون الى أكثر من 3 سنوات من التعليم والتدريب الجيد ليقوموا بأعمالهم، والتدريب الجيد لا يتم الا اذا كانت لغة التعليم هي اللغة العربية التي يتقنها الدارس وليس اللغة الأجنبية التي يتعثر فيها حتى بعد فصلين من دراستها، بالاضافة الى تطوير المعلم والمنهج ووسائل الإيضاح والطالب. وتمنى السباعي دعم المعاهد الصحية الأهلية من خلال القروض الحكومية لتطور مناهجها ووسائلها التعليمية ومدرسيها على أن يرتبط هذا الدعم بجودة مخرجاتها، بالاضافة الى تحمل الدولة نسبة محددة من رسوم الدراسة في تلك المعاهد وتجعل استمرار الدعم رهينا بنتائج دراسة الطالب، أو يمنح الدارس قرضا يعينه على مدى سنوات طويلة بعد أن يتخرج ويعمل، مشيرا إلى أن القليل من الطلاب يحصلون على دعم من صندوق التنمية البشرية والصناديق الخيرية.