السلوك المستقيم، والخلق القويم يشكلان في نظري الإنسان السليم الذي يعيش حياته لا يفكر في غير الأداء المتميز في المجال الذي يخدم به المستهدف فيما هو قد تخصص فيه. أخي سعادة الدكتور زهير أحمد سباعي واحد من هؤلاء الرجال، منذ أن عرفته قبل نصف قرن يوم كان يجمعنا مجلس والده الأستاذ الكبير الشيخ أحمد السباعي رحمه الله في مطابع قريش، وقد رسخت السنوات التي عبرها كل القيم التي يشرف بها الإنسان وهو يؤدي واجبه الوطني في المجال الذي تخصص فيه، سواء يوم كان من كبار موظفي وزارة الصحة، أو بعدما انخرط في العمل الحر وفي مجال الخدمات الصحية تعليما، وتدريبا، وتوعية. وفي كتاب عكف على وضعه وإصداره بعنوان: الرعاية الصحية نظرة مستقبلية يوضح الدكتور زهير الركائز التي يقوم عليها مستقبل الرعاية الصحية في بلادنا، وفي أي مجتمع آخر، والتي هي: • التخطيط السليم الذي يقوم على أسس علمية ومعلومات موثقة. • القوى البشرية العاملة في الحقل الصحي، إذ أنها حجر الأساس في الرعاية الصحية. • لا مركزية الإدارة، أي أن يكون لكل منطقة شؤون صحية ميزانية مخصصة لها تصرف منها على خدماتها ومشاريعها وتحاسب عليها. • الرعاية الصحية الأولية الشاملة (العلاجية والوقائية والتأهيلية)، إذ أنها تغطي 80 في المائة من احتياجات المجتمع، ولا تزيد تكلفتها على 20 في المائة من إجمالي تكلفة الرعاية الصحية. والكتاب كما يقول الدكتور زهير موجه إلى القارئ المثقف، ولمن لهم صلة بالرعاية الصحية من مخططين وإداريين وأطباء وفنيين وأساتذة وطلاب وطالبات الكليات والمعاهد الطبية والصحية. وإذا كان الحديث يدور في بعض أجزاء الكتاب عن الأطباء، فهو في الواقع يشمل غير الأطباء من العاملين الصحيين. وإذا كنا نتحدث فيه أساسا عن المملكة العربية السعودية، فبقية البلاد العربية تعيش في نفس البوتقة التي نعيش فيها. وفي مستهل الكتاب، يضرب المثل لما يجب أن تقوم عليه الخطط الصحية، فيقول: التخطيط الصحي لا يختلف من حيث المبدأ عن إنشاء عمارة أو صنع سيارة أو حتى صناعة قلم حبر كالذي أكتب به، يجب أن يستند إلى الأرقام حتى يمكن تحويله من فكرة إلى حدث. من المؤسف أن الخطط الصحية في أغلب دول العالم النامي تندرج تحت باب: منى إن تكن حقا تكن أحسن المنى وإلا فقد عشنا بها زمنا رغدا كثيرا ما تجد في الخطط الصحية تعابير عامة غير محددة، مثل: تهدف الخطة إلى إيصال الرعاية الصحية إلى جميع السكان، أو: سوف نقضي على مرض الملاريا، أو: سوف نحقق مستوى مرتفعا من الرعاية الصحية، وقد تجد في الخطط الصحية أرقاما وإحصاءات لا تعبر عن أهداف بقدر ما تعبر عن وسائل، أرقام نرحب بوجودها ولكنها لا تعكس أهدافاً حقيقية. تحية لسعادة أخي الدكتور زهير على ما قدم، وشكرا له على إهدائه الكريم. آية: يقول الحق سبحانه وتعالى في سورة الإسراء: (وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين). وحديث: قال صلى الله عليه وسلم: «أقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحسنكم خلقا». شعر نابض: قال النيسابوري: وأكرم الآداب صدق المنطق أكرم به أكرم به من خلق فاكس: 6671094 [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة