لا افهم لماذا يصر الاعلام المطبوع على أنه صاحب الريادة في متابعة أحداث كارثة السيول التي حلت بجدة وهو الذي لم يحرك ساكناً الا بعد ثلاثة أيام من الكارثة، والمزايدة على جراحنا بإجبارنا على تصديق أن الكتابات الصحفية و "المكاشفات" التي نشرت في الإعلام المطبوع هي التي أظهرت الحقيقة بشكل كامل وإلا لجرفتها السيول وطمرها الطين هي الاخرى!! والحقيقة التي لا تخفى على أحد أن الصحافة الإلكترونية التي غطت الفاجعة من اول يوم وبشكل متواصل ونشرت العديد من الصور هي من سلط الضوء على الكارثة ولها الفضل في إبراز الأبعاد الحقيقية والأضرار الهائلة لكارثة السيول يشاركهم بذلك المصورون الهواة الذين نشروا صور السيول ومقاطع الفيديو في المنتديات وموقع اليوتيوب. مررنا بتجارب كثيرة سابقة كان فيها الإعلام المطبوع غائباً او مغيباً عن الحدث. غرقت قصص وجُرفت حكايات لم يسمعها أو يراها احد، وفي كارثة جدة والتي حضيت بتغطية اعلامية كبيرة كانت الكلمة الاولى للصحافة الإلكترونية التي لا يحكمها مقص رقيب ولا أهواء شخصية. *عضو المجلس الإستشاري بصحيفة عناية الإلكترونية *مدير معاهد العواصم للعلوم الصحية