بادئ ذي بدء نسأل الله الشفاء العاجل والعافية المستمرة لكل من تضرر ، والسلامة لكل شبر من جسد هذا الوطن الغالي ولكل من يحيا على ترابه الطاهر ونسأل الله العون والسداد لكل من يحمل همومه ويهتم بشؤونه. بالأمس القريب وبعد فاجعة الأربعاء أشرت في مقال سابق إلى بعض الأخطار المحدقة بالعروس وأهلها وتحديدا مايسمى زورا وبهتانا ب (بحيرة المسك) التي ليس لها من اسمها نصيب ولا أحد يعرف لماذا سميت بهذا الإسم وماهي المناسبة وماهي مآرب من أطلق هذه التسمية عليها ولعل مصدر القلق والإرتياب من وجودها لايخفى على أحد وأعتقد شخصيا أن الضرر منها حاصل لا محالة عاجلا أو آجلا بفعل هطول الأمطارعليها مباشرة أو التي تنقل اليها من الشوارع والميادين العامه أو مخلفات الصرف الصحي المستمرة طوال العام وعلى مدار الساعه ، وأن الضرر من وجودها مستمرا ناهيك عن مايروج عنها من إشاعات كتهديدها لصحة وأمن من يسكن الأحياء القريبة منها من ناحية التلوث البيئي وتأثيره على الصحة مثل أمراض الجهاز التنفسي وامراض العدوى والإلتهابات مثل فيروسات الكبد والضنك. ومايتردد في الوقت الحاضر من تسرب جزء منها أو إمكانية حدوث ذلك دون وضع الخطط البديلة لمواجهة التغيرات الطارئة كل هذا يثير الذعر في نفوس كل المحبين لهذه المدينه الحالمة وما نتمناه أن لا يصبح الفرد منا أكثر تشاؤما لما يبذل من جهود مؤقته تعتمد مبدأ الإنقاذ وتخفيف الضرر دون المواجهة الحقيقية لمسار الأحداث والتخمين لحدوث ما لا يحمد عقباه. فتمركز الدفاع المدني وسيارات الإسعاف ووجود بعض المسعفين ونصح السكان بمغادرة مساكنهم كإجراء إحتياطي مع كل الشكر والتقدير لمن يفعل ذلك ولمن يجتهد في مواجهة الموقف ورغم أن الضرورة تحتم ذلك ايضا الا ان هذه الإجراءات لاتعني غير ما يفيد العجز التام واليأس المطبق والقنوط لمجاوريها من انتهاء وجود ماسمي عبثا ب (بحيرة المسك) والتي هي بحق وصمة عار في جبين كل من يدعي المحافظة على البيئة والتخطيط والعمل لتصبح مدينة جده العروس في المكان اللائق بها بين المدن. ويصبح المسك والعنبر عطر شوارعها قبل أن يمرغ أنوف ساكنيها وأختم بقول الشاعر:- (وللأوطان في دم كل حر ... يد سلفت ودين مستحق)