يظهر لنا الكثير من مسئولي وزارة الصحة بين الحين والآخر يطالبون العاملين بالقطاع الصحي بضرورة احترام المريض والتأكيد على كل وجوب الشرح والبيان للمريض ولعائلته عن كل ما يخص حالته من مبدأ احترام الآخر ولعل كلامهم ذلك من كونه ضرورة عملية ولكن ولله الحمد إن شاء الله أن ذلك في اغلب الأطباء والممارسين الصحيين لأنه قبل أن يكون واجب عملي فهو واجب أخلاقي وضرورة دينية تربينا عليه من ديننا الحنيف فقدوتنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يروى عنه تعامل مع أيا من كان مسلم أو غير مسلم إلا كان يحترم الطرف الآخر ويؤصل لهذا الخلق فجزا الله المسئولين خيرا الجزاء. ولكن للأسف عندما خاضوا أولئك المسئولين أول تجربة لهم مع الأطباء والممارسين الصحيين في إثبات احترام الآخر يظهر فشلهم كيف لا ونحن نرى انه قبل قرابة عام أمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله بكادر جديد وبدلات متعددة كثر الكلام عنها خلال العام ولم نرى منها شي ولم نرى أحدا يبين للأطباء أو يحترم شعورهم في سؤالهم ليبين أي شي سواء التأخير من وزارة الصحة أو المالية أو اللجان المشكلة وقد لا يعنيهم ذلك بقدر ما يعنيهم أن يعرفوا ما يخص حقوقهم ، كل طبيب على الأقل في الأسبوع يطلب منه الإطلاع على قرار من قرارات وزارة الصحة بين الأمر والطلب والوعد والوعيد فلما لا تتجمل الوزارة وتضع بين كل تلك القوائم من الأوامر ورقة واحدة تبين لهولاء ما يحدث وما سيحدث إن احترام الموظف وحقوقه وإطلاعه على كل ما يخصه يجعل منه موظف مستقر البال يؤدي عمله دون أفكار هنا وهناك أو إحساس بالتهميش أو الظلم خاتمة : هل ثقافة الاحترام لدى المسؤولين اختيارية يغردون بها متى أرادوا ويتجاهلونها متى شاءوا. *طبيب مقيم جراحة عامة.