تمكن فريق أطباء سعودي من علاج أول حالة من نوعها في العالم تعاني من الحساسية من علاج الإنسولين المخلوط.. وقد تمكن فريق الأطباء المكون من أ.د عماد كوشك أستاذ الباطنة والحساسية والمناعة وعميد كلية الطب بجامعة الباحة، ود.خالد باواكد طبيب استشاري بوزارة الصحة و د.موفق طيب استاذ مساعد بكلية الطب جامعة الملك عبدالعزيز، و د.مجدي قطب استشاري بمستشفى جامعة الملك عبد العزيز. وقد عرضت هذة التجربة من خلال معلقة جدارية في أحد المؤتمرات الطبية العالمية وحققت جائزة افضل معلقة لتقرير حالة من بين مايقارب ال 2000 معلقة عرضت خلال المؤتمر. وبعد مراجعة جميع النشرات الطبية والابحاث السابقة في هذا المجال عالميا، وجد ان هذا الحالة تعتبر اول حالة من نوعها على مستوى العالم يتم فيها ازالة التحسس المناعي للانسولين المخلوط. وقد تم عرض هذه الحالة كمعلقة في المؤتمر الاوروبي التاسع والعشرون لامراض الحساسية والمناعة والذي عقد بمدينة لندن بالمملكة المتحدة البريطانية خلال الفترة من 5 – 9 / 6 / 2010. وقد تم عرض الحالة ضمن حالات الحساسية التي تم علاجها بنجاح حول العالم كأول حالة من هذا النوع. وذلك في اكبر تجمع علمي دولي في العالم لامراض الحساسية والمناعة. وسيستمر عرض الحالة كمعلقة على موقع الجمعية الاوروبية لامراض الحساسية والمناعة على الانترنت لمدة سته اشهر ضمن الحالات النادرة. ويعتبر هذا العرض الذي تقوم به الجمعية الاوروبية لامراض الحساسية والمناعة لاول مرة منذ تاسيسها. وكما هو معروف للكثير أن هرمون الانسولين يوصف عادة لبعض مرضي داء السكري (النوع الثاني) وذلك عندما لا يتم التحكم في سكر الدم لديهم عن طريق الحمية و الرياضة و الحبوب المخفضة للسكر. لكن عند بعض المرضي قد تظهر عليهم أعراض حساسية لحقن الانسولين، رغم ان الاصابة بحساسية الانسولين انخفضت بشكل كبير جدا بعد استخدام الانسولين البشري لكن مازال احتمال حدوثها وارد. والحالة التي تم عرضها مثال لذلك، وهي مريضة مصابة بداء السكري (النوع الثاني) وتم وصف انسولين مخلوط لها من نوع المخلوط (Mixtard®) تم تحويلها لعيادة الحساسية في مستشفى جامعة الملك عبدالعزيز من البروفيسور / محمد الحضرامي. وذلك بعد أن استنفذت جميع خطوط العلاج المذكورة دون تحكم في مستوي السكر في الدم. وبعد فترة من اخذ عدة أنواع من الانسولين ظهر لديها أعراض الحساسية على شكل: قيئ, غثيان, دوار, طفح جلدي مع حكة مباشرة بعد الحقن. و تعتبر حساسية الانسولين من النوع الاول والتي عادة مايكون ظهور الاعراض فيه مباشرة بعد التعرض لنوع المحسس، حيث تختلف الاعراض وشدتها بداية من تحسس جلدي بسيط في مكان الحقن في معظم الحالات الى تفاعل وطفح عام في جميع اجزاء الجسم مع ظهور انتفاخات حول العينين والفم وفي الحلق وتكون مهددة لحياة المريض وقد تسبب الاختناق والذي نادرا ما يؤدي الى الوفاة (الصدمة التحسسية). وحيث أنه لا يوجد علاج بديل لمرضى السكري المعتمدين على الانسولين، كما حدث للحالة التي تم علاجها لانها لم تستجيب لاي نوع من مخفضات السكر سوى الانسولين. لذا تم نصح المريضة في البدء الفوري بالعلاج المناعي وذلك عن طريق ازالة التحسس التدريجي للانسولين. وقد تم ذلك باستخدام جرعات مخففة جدا من الأنسولين المخلوط، وذلك في عيادات اليوم الواحد بمراكز الدكتور سمير عباس والتي تمت المرحلة الاولى بها بنجاح تاما ولله الحمد تحت اشراف طبي دقيق جدا مع توفر جميع التجهيزات اللازمة لعلاج صدمة الحساسية في حالة حدوثها. ثم تم اعطاء المريضة جدول لرفع الجرعة تدريجيا في المنزل الى أن تم التحكم بمستوى السكر في الدم. ويحتاج قبل ذلك التأكد من نوع الحساسية بعمل جميع الفحوصات الطبية اللازمة واختبارات الحساسية في الدم والجلد للأكثر من نوع من الأنسولين. وقد تمت عملية ازالة التحسس بنجاح تام والمريضة الان تستخدم الأنسولين المخلوط للتحكم في نسبة السكر في الدم.
وبالرغم من ان نسبة الاصابة بحساسية الانسولين المناعية عند مرضى السكر نادرة الحدوث الا انها ممكنة الحدوث لذا نود تنبيه العاملين في القطاع الطبي باهمية التنبه لهذا الامر. لذلك يجب في حالة ظهور اي اعراض للتحسس هو استعمال النوع المناسب او التغيير الى نوع انسولين اخر مع مراعاة الكمية و الطريقة العلمية الصحية في الحقن والجرعة المناسبة. في حالة ظهور اعراض التحسس مثل الطفح الجلدي، حكه شديدة، احمرار الجلد، انتفاخ الجفن او الشفاه في بعض الحالات الحادة مع ظهور تورم عام في الوجه يكون العلاج عن طريق ازالة التحسس بواسطة ( desensitization ) ويكون تحت اشراف طبي مكون من مختص في علاج السكري والغدد و مختص في علاج الحساسية. لذا يجب التاكيد والتنبيه على العاملين في القطاع الصحي الى اخذ الحيطه والحذر عند وصف اي نوع من انواع الأدوية لمريض، وذلك لاحتمالية ظهور اعراض الحساسية لديه حتى يتم التاكد من عدم وجودها ومامونية استخدام الدواء بشكل طبيعي دون الخوف من اي ردود فعل جانبية قد تهدد حياة المريض لاسمح الله. وقد اثبتت الدراسات الحديثة بان احتمالية ظهور هذا النوع من الحساسية واردة رغم عدم وجود اي تاريخ مرضي لدى المريض باي نوع من انواع الحساسية. كما انه يجب على الطبيب المعالج ان يكون لديه العلم والمعرفة بكيفية علاج صدمة الحساسية باعتبارها احدى اخطر المضاعفات التي قد تحدث لمرضى الحساسية. للإطلاع على المعلقة أضغط على الصورة : صورة الفريق العلمي مع لجنة التحكيم : صورة الشهادة :