إن مفتاح معالجة الأخطاء الطبية هو فعالية تطبيق منهج التميز المؤسسي والتحسين المستمرفي الخدمات الصحية وليس الاعتمادات فقط... هناك أسئلة مازالت تحير وتربك الكثير من باحثي الجودة والتميز المؤسسي عند دخول الكثير من المستشفيات و المنشأت الصحية الآن حيث يرى الباحث رؤى لا حدود لها فمن المنشأت من يريد أن يكون الأفضل وهناك من يعلن أنه الأول أو الرواد أو من السباقين على الرغم من أنه وبمجرد سؤال بسيط لعامل الاستقبال عن مكان قسم ما في المنشأة تجد أنه لا يعلم مكانه أو يتعثر في إرشادك إليه فأين الجودة وتطبيقاتها والأعتمادات ومعايرها أو الصفات القيادة في هذه المنشأة والأهم أين الولاء لهذه المنشآة فصاحب الدار يعرف جميع أركانها و مداخلها و مخارجها. وقد أثبتت الدراسات الميدانية أن أكثر من 75% من الزوار يبدأ بتشكل الإنطباع المبدئي عن المنشأة من لحظة الدخول. في الواقع إن المنشأت الصحية ليس لديها مشكلة في تبني الجودة حيث أن هناك الكثير من المنشآت الصحية حاصلة على اعتمادات جودة دولية فهناك 23 منشأة صحية بالمملكة من 53 منشأة صحية بالشرق الأوسط أي بنسبة 43% حاصلة على اعتماد الهيئة المشتركة الدولية JCI الأمريكية و17 مختبر بالمملكة من 22 مختبر بالشرق الأوسط أي بمعدل 77% حاصل على اعتماد كلية علوم الأمراض الأمريكية CAP و 12 بنك دم من 13 بنك دم بالشرق الأوسط أي بمعدل 92% حاصل على اعتماد جمعية بنوك الدم الأمريكيةAABB و 8 منشأت صحية حاصلة على الاعتماد الكندي من 12 منشأة بالشرق الأوسط أي بمعدل 67% ومنشأة واحدة حاصلة على الاعتماد الأسترالي بالإضافة إلى العديد من المنشآت الحاصلة على شهادات الأيزو ومع ذلك فإن الأخطاء الطبية مازالت تشكل هاجس لعملاء الخدمات الصحية والقيادات. إن الأخطاء الطبية لا تنحصر فقط تحت مسؤولية الطبيب بل تمتد إلى تبني قيادة أي منشأة صحية رسالة عمل موحدة و نظام شامل و متكامل مبني على مفاهيم وأسس التميز المؤسسي. فخارطة طريق التميز تبدأ بواقع قيادي ملموس للقيم والمثل العليا التي ترسم ثقافة المنشأة عبر مشوار تطورها وتحليل لمكامن القوى ونقاط الضعف والمحفزات وأماكن الخطورة لسد الفجوات بناء على حاجة السوق ومتطلبات العملاء الخارجين والداخلين والأجيال القادمة ضمن استراتجية وسياسة ذات أهداف قصيرة وبعيدة المدى و قياس لنتائج الأداء الرئيسية والعاملين والعملاء والمجتمع مع دمج جذري لمفهوم الشراكات والموارد في ممكنات التميز و التركيز على مبدأ المسؤولية المجتمعية. إن أنظمة الجودة وأدواتها تساعد في بناء العمليات وتحديد مواطن التمكين ولكن التميز رحلة ريادة وإبداع خصوصا إن زمن الصحة الصناعية المبني على التركيز المطلق على المنشأت التخصصية ""Secondary or Tertiary Care أصبح يضمحل في كافة أنظمة صحة الدول المتقدمة ليحل مكانها أنظمة صحة مبنية على احتياجات الصحة الأولية للفرد و المعلوماتية والتحسين المستمرللخدمات كافة من قبل باب المنشأة وصولا للمتابعة المنزلية. وهدف المجموعة الصحية بالمجلس السعودي للجودة كمجموعة مهنية تطوعية وغير ربحية ومن خلال منتدى الطب والقانون في دورته الثانية هو التعريف بثقافة الجودة المستمرة و أثرها على التميز في الخدمات الصحية من خلال طرح مفهوم التميز وعرض نماذج جوائز التميز المحلية والإقليمية والعالمية كالنموذج الأوربي واستعراض تجربة مديرية الشؤون الصحية بمحافظة الطائف في الفوز بجائزة الطائف للتميز بالأداء الحكومي حيث شارك أعضاء المجلس السعودي بالمنطقة الغربية في مرحلة التقييم. *قائد فريق المجموعة الصحية - المجلس السعودي للجودة بالمنطقة الغربية