اكتشف باحثون أمريكيون أن جسم الفئران ينتج مادة فعالة تخفف من مخاوف بعينها. ويأمل الباحثون في استخدام هذه المادة مستقبلا لعلاج المصابين بصدمات نفسية عقب الأحداث المفزعة وغيرها من الاضطرابات الناشئة عن الخوف. وأظهرت التجارب التي أجراها الباحثون على الفئران أن حقن الفئران بمادة "بي دي ان اف" يؤدي إلى زوال الذكريات المرتبطة بالمخاوف. ويؤكد الباحثون أن هذه المادة لا تزيل جميع محتويات الذاكرة ولكنها تعمل على أن تحل محل هذه الذكريات المخيفة ذكريات أخرى خالية من الخوف. ونشر الباحثون نتائج دراستهم في مجلة ساينس الأمريكية. قام الباحثون جامي بيترز و جريجوري كويرك و غيرهم من باحثي جامعة بيورتو ريكو في بداية البحث باستخدام طريقة تقليدية لإزالة الخوف من ذاكرة الفئران من خلال تجارب مخبرية حيث أسمعوا الفئران صوتا ما وأعطوها صدمة كهربية في الوقت ذاته إلى أن أصبحت الفئران فيما بعد تتصلب من الخوف بمجرد سماع الصوت فقط. وقال الباحثون إنه من المكن إزالة هذه الذكرى المخيفة من ذاكرة الفئران إذا أسمعت هذا الصوت مرارا بدون صدمة كهربية. ويصف الباحثون هذه الطريقة بالتدرب على مسح الذاكرة. ثم أوضح الباحثون تحت إشراف البروفيسور بيترس بالتدليل على إمكانية إزالة الخوف باستخدام العقاقير حيث حقنوا الفئران مادة "بي دي ان اف" في منطقة "أي ال سي" بالمخ وهي المنطقة التي تشارك في مسح مضمون الذاكرة أو تكوينه. فتبين للباحثين أن الفئران التي حقنت بهذه المادة لم تعد تبدي خوفا لدى سماع الصوت المرتبط بالألم شأنها في ذلك شأن الفئران التي أنسيت هذا الصوت وما يرتبط به من صدمة كهربائية بالطرق التقليدية. ومادة بي دي ان اف مادة ينتجها الجسم بنفسه وهي احدى عوامل نموه وتلعب دورا في الكثير من أشكال التعلم. كما تساهم هذه المادة في بناء روابط جديدة بين الخلايا العصبية وتقوية هذه الروابط. وهذا هو بالضبط المطلوب لبناء ذاكرة جديدة حسبما أوضح الباحثون. وحاول الباحثون من خلال تجارب أخرى الإجابة على السؤال: لماذا لا تستجيب بعض الفئران للتدريب على مسح الذاكرة فوجدوا أن هذه الفئران لا تمتلك بطبيعتها كمية كافية من مادة بي دي ان اف في منطقة الحصين بالمخ وهي المنطقة التي تشارك مع منطقة "أي ال سي" في مسح مضمون الذاكرة.