تقول دراسة جديدة نشرت في دورية الجمعية الطبية الأمريكية إن اكتئاب ما بعد الولادة، للآباء الجدد ظاهرة حقيقية، وأكثر شيوعا مما كان يعتقد سابقا. ويؤكد المؤلف الرئيسي للدراسة جيمس بولسون من قسم طب الأطفال في كلية ايسترن فرجينيا أن "نحو 10 في المائة من الرجال يتعرضون للدخول في حالة اكتئاب ما بعد الولادة،" مضيفا أن "الأزمة الاقتصادية تؤثر في الآباء وتجعلهم يفكرون في الآثار السلبية المحتملة لتكوين أسرة. وقال بولسون "معظم الأطباء ومعظم الأمهات ليسوا على علم بأن هناك خطر متزايد من الاكتئاب للآباء.. من الناحية العملية الاكتئاب في حالة الآباء، حالة غير معروفة تقريبا." دراسة بولسون وجدت أيضا أن اكتئاب الآباء ربما له ارتباط مع اكتئاب الأمهات، لكنها أكدت أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتحديد كيفية ارتباط الاثنين، إذ لم يتم إثبات أن الحالة المزاجية لأحد الوالدين تتسبب في تغيير حالة الآخر. يشار إلى أن دراسات سابقة أظهرت تزايد معدلات الإصابة بالاكتئاب في المجتمعات الحديثة، والتي قد تؤدي إلى انعزال المريض عن محيطه وفقدان الاتصال بمن حوله، كما قد تصل به في الحالات القصوى إلى الانتحار. وتصنف منظمة الصحة العالمية الاكتئاب حالياً على أنه رابع أكبر مسبب للانقطاع عن العمل في العالم، وهي ترجح أن يصبح ثاني أكبر مسبب في عام 2020. ويعتبر الطب الحديث أن أسباب الاكتئاب الأساسية تتوزع بين عوامل جينية وأخرى اجتماعية، فقد يرث المرء من أهله استعداداً جينياً مسبقاً للإصابة بهذه المرض، فتظهر عوارضه لديه لدى تعرضه لأي حادث أو عائق في الحياة.