آمل أن تسمح لي الجهات المختصة بإبداء بعض الآراء والتساؤلات حول ندوة "الأخطاء الطبية وآلية التعامل معها"، بوصفي أحد منسوبي القطاع الصحي: · قال المتحدث الرسمي لوزارة الصحة: " إن هذه البادرة (الندوة) تؤكد نهج وزارة الصحة في الاهتمام بخدمة المرضى و"كسب رضاهم" والحفاظ على صحتهم وسلامتهم ". وهذا الهدف - على أهميته - لا يلبي احتياج المنظومة الصحية المتكاملة، كعلاج المشكلات الإدارية والمهنية للممارسين الصحيين. · أتمنى أن لا يكون أحد أسباب انعقاد هذه الندوة، كثرة المنتقدين لأداء الوزارة، بغية تنفيس الضغط الإعلامي، وتهدئة الرأي العام !!. · أرى من الحكمة عقد ندوة مماثلة، يدعى إليها عدد من منسوبي القطاع الصحي "من غير المسؤولين أو المديرين" لمواجهة مشكلاتهم العالقة، والأخذ باقتراحات "الغائب الحاضر" من الأطباء الممارسين. · إلى متى تختزل الأخطاء الطبية في شخص الطبيب، ويصور أنه تاجر أعضاء بشرية !! ويروج ل "مضاعفة العقوبة على الطبيب" على أنه أفضل الحلول المطروحة ؟!. · متى يتم تفعيل دور تأمين الأطباء ضد الأخطاء الطبية بصورة "عادلة" تضمن حقوق الأطباء والمرضى معا ؟. · هل ستستمر الصحف في اقتناص فرص نشر أي شكوى ضد طبيب أو مستشفى بالرغم من كونها قيد النظر القضائي، فتوسع الطبيب أو المستشفى "ركلا ورفسا" ؟!. · إليكم خبرا نشرته صحيفة محلية، عن مواطن استنجد بمسؤول كبير في إحدى المناطق، لرفع الظلم عن زوجته "بعد صدور الحكم الشرعي" بصرف النظر عن القضية، وتبرئة جميع الأطباء والممارسين الصحيين الذين باشروا الحالة !!. ما هي ياترى الغاية المنشودة من نشر خبر كهذا ؟!. · من يعوّض الأطباء في حال تضررهم من شكاوى كيدية أو ادعاءات نتجت عن جهل بعض المرضى ؟ (90 % من الشكاوى التي تصل إلى مكتب وزير الصحة غير صحيحة، حسب تصريح رسمي). · متى يتم تفعيل مبدأ "تدوير المناصب الإدارية" - كما اقترح رئيس تحرير مجلة عناية الصحية - واعتباره أحد المعايير للحصول على شهادة الجودة للمنشأة الصحية، بغية التخلص من "الترهل الإداري" والنضوب الفكري ؟. · أين هي "هيئة اليتامى" (الهيئة السعودية للتخصصات الصحية) من هذه الندوات، و ما هو دورها في توعية الأطباء والمجتمع، ومتى يتطور من "جباية الأموال" من الممارسين الصحيين، إلى حماية مقدراتهم والدفاع عنهم ؟!. · متى ينظر بجدية إلى مطلب إنشاء محكمة متخصصة "مستقلة" للأخطاء الطبية ؟. · وأخيرا، آمل حقا تفعيل توصيات اللقاء الوطني الثامن للحوار الفكري حول الخدمات الصحية بنجران، وأن لا تبقى - مثل بعض التوصيات الأخرى - " مجرد توصيات " !!. * إستشاري الأمراض الصدرية وأمراض النوم بجدة.