ميونيخ: أثبتت دراسة لعلماء في المعهد الالماني للتغذية البشرية في مدينة بوتسدام الالمانية مخاطر الاسراف في تناول واستهلاك سكر الفواكه "الفراكتوزا" والحلويات الصناعية والاغذية التي يدخل في تركيبها وصناعتها. تقول الدراسة إن سكر الفواكه لا يسبب السمنة فقط انما يمثّل دورًا كبيرًا في الاصابة بأمراض الدم والشرايين وامراض القلب. وتبدو هنا اسئلة منطقية حول اهمية ذلك بالنسبة الى طعام الانسان، وهل يجب تجنب الفواكه مثلا؟ وما هو الخطر الحقيقي الذي يمثله سكر الفراكتوزا الصناعي الذي يدخل في تركيب الكثير من الاغذية الجاهزة؟ واذا كان يدخل السكر العادي في تركيب منتجات كالبسكويت والشوكولا واللبن والمشروبات الغازية؟ وماذا عن سكر الفركتوزا وهل هناك علم ودراية بالاطعمة التي يدخل في تركيبها؟ تؤكد الدراسة ان كثيرًا من الاطعمة والمشروبات ذات المذاق الحلو كالعصائر والمربى والحلويات والالبان وحتى سلطة الطماطم التي تطرح في الاسواق، وخاصة بالرجيم لا تحوي على سعرات حرارية ولا بلورات السكر، بل هي في اغلب الاحيان خادعة ويدخل "الفراكتوزا" في صناعتها. سكر الفواكه يسبب السمنة بالفعل تجارب العلماء في معهد بوتسدام اكدت بشكل قاطع أنّ سكر الفواكه يتسبب بالفعل في السمنة، فقد قام العلماء بتقسيم مجموعة من فئران التجارب إلى قسمين. وقاموا بتغذية القسم الاول بمحلول سكر الفراكتوز المستخلص من الفواكه لمدة شهرين، وفي الوقت ذاته قاموا بتغذية القسم الثاني من الفئران بمحاليل تحتوي على السكر العادي. وبعد انعقاد فترة الشهرين قام العلماء بتقييم التجربة وعقد المقارنة بين فئران التجارب فوجدوا ان القسم الاول الذي تغذى على سكر الفراكتوز اصبح اكثر سمنة من القسم الثاني الذي تغذى على السكر العادي ويقول العلماء ان النتيجة نفسها تنطبق على الجنس البشري ايضًا... وهنا يبرز السؤال لماذا تسبب الفراكتوزا السمنة؟ ان الاجابة على هذا السؤال معروفة سلفًا لدى العلماء، فعندما يتناول الانسان الاطعمة والحلويات التي يدخل السكر العادي في صناعتها فإن السكر يحفز الجسم على افراز الانسولين الذي بدوره يرسل إشارة الى المخ، ومفهومها ان الجسم قد اكتفى او شبع ولم يعد بحاجة الى الطعام ، لكن في حالة الفراكتوز فانه لا يساعد الانسولين على الافراز وإن اشارات الشبع هذه تختلف ويظل الاحساس بالجوع دائمًا، وتكون النتيجة هي المزيد من الاكل والشراب اكثر مما يحتاج إليه الجسم، مما يساعد بشكل كبير على ان يصبح الشخص سمينًا. ومن ناحية اخرى تؤكد الدراسة على ان فئران التجارب التي تغذت فقط على الفراكتوز اصيبت ايضًا بالكبد الدهني، اضافة الى ان نسبة الدهون في دمها قد تفاقمت بشكل كبير. انيتا شورمان من معهد التغذية في بوتسدام تقول ان زيادة مستويات الدهون في الدم تسبب امراض القلب والشرايين على المدي البعيد، وهي سبب مباشر لتصلب الشرايين والتهاب الاوعية الدموية، وتضيف قائلة ان الاسراف في تناول الفراكتوزا يتسبب ايضا في الاصابة بالنقرس وهذا يعني ان الانسان الذي يتناول سكر الفواكه بشكل يومي ثابت فإن نسبة الاصابة بالنقرس لديه تزيد بنسبة 45% عن المعدل الطبيعي. هناك نسبة من الناس لا يحتملون سكر الفواكه وتناول كميات صغيرة منه تسبب لهم مشاكل هضمية كبيرة مما يلزم تغير نظامهم الغذائي. تقول اندريا دانتشيك عالمة تغذية من ميونيخ ان كمية سكر الفراكتوز في الفاكهة تختلف من نوع الى آخر، فالفواكه الطازجة تكون نسبة الفراكتوز فيها قليلة اما العصير والمشروبات الغازية فان النسبة تكون فيها مرتفعة وترى ان حاجة الانسان الى الفواكه والخضروات الطازجة هي مهمّة للصحة العامة، لما تحتويه من فيتامينات ومعادن. اما العصائر فيمكن اسقاطها من حسابه لأنّها لن تكون بمثل هذه الفائدة وستسبب في السمنة. تحذير من الاغذية المصنعة بشكل عام توجه الدراسة تحذيرًا الى الناس بالابتعاد كل البعد عن الاطعمة والاغذية المصنعة غير الطبيعية والابتعاد ايضًا عن المياه الغازية والعصير وكل المنتجات السكرية وتقول ان مصنعي الاغذية يضيفون الكثير من السكريات الى المنتجات الغذائية كما يشاؤون، غير ان المتفق عليه علميًّا ان النسبة يجب الا تزيد عن ستين غرامًا، ويبدو الامر اكثر صعوبة للمهتمين بالتعرف إلى محتويات مكونات السلع الغذائية. إذ إنّ الفركتوزا تكون مندمجة في المكونات مع الكربوهيدرات وليس لها تصنيف محدد على علب الاغذية والعصائر وفي كل الاحوال يجب التدقيق في كمية الفراكتوزا المضافة فعليًّا ومن الافضل اللجوء دائمًا الى الفواكه والخضروات الطازجة