يعرف عن البعوض أنه ناقل لمرض الملاريا، إلا أن الحشرة الطائرة قد تصبح "الداء والدواء" للمرض الذي يفتك بالملايين، بعد أن طور علماء يابانيون بعوضة... معدلة جينياً لتصبح ناقل للقاح المعالج. وقام العلماء بإدخال تغييرات على الغدد اللعابية لأنثى البعوض "أنوفيليس ستيفنسي" Anopheles stephensi، لتحمل لقاح "ليشمانيا" في لعابها، وأطلق على البعوضة لقب "المطعوم الطائر." وأظهرت اختبارات معملية أجريت على فئران تجارب أن "سوبر بعوضة" تنقل اللقاح المعالج عند لسع ضحيتها، وليس الطفيلي المسبب للمرض. ونجحت لسعات "المطعوم الطائر" في تحفيز الأجسام المضادة في الفئران ما يعني نجاح التحصين ضد المرض، وفق الدراسة التي نشرت في الدورية الطبية البريطانية "البيولوجيا الجزيئية." وقد تستخدم خلاصة الدراسة التي قادها بروفيسور شيغيتو يوشيدا، من جامعة "جيشي" الطبية في اليابان، في صياغة إستراتيجية جديدة ضمن الحملة العالمية لمكافحة الملاريا. وقال يوشيدا إن "عدم وجود نظام لقاح فعال [الملاريا] يعني أن السيطرة على الناقل أصبح هدفاً ضرورياً لمكافحة هذا المرض، فعقب اللسعات، يحفز نظام الحصانة الوقائي، تماماً كالتطعيم التقليدي، لكن دون ألم أو تكلفة. ويشير العلماء إلى أن قرابة 40 في المائة من سكان العالم عرضة لخطر الإصابة بالملاريا، التي يسببها طفيلي "بلاسموديوم" تنقله إناث البعوض، يتكاثر في الكبد ثم يؤثر على خلايا الدم الحمراء. وتبدأ أعراض المرض في الظهور، وتتفاوت بين الحمى الشديدة والصداع، والقيء، بعد ما بين عشرة أيام إلى أسبوعين عقب اللسع. ويهدد المرض قرابة 40 في المائة من سكان العالم، معظمهم في دول العالم الفقيرة، ومن 2.5 مليار نسمة يتهددها المرض، يسقط نحو 500 مليون فريسة له، ويفتك بمليونين منهم سنوياً. ويصاب الطفل الأفريقي في المتوسط بما بين 1.6 و5.4 نوبة ملاريا سنوياً، ويقضى طفل نحبه كل 30 ثانية جراء المرض. وينتشر هذا المرض في بلدان العالم الثالث الفقيرة، وينتقل عبر أكثر من طريقة، أهمها عن طريق البعوض الذي يكثر بعد هطول الأمطار، وخاصة في المناطق الفقيرة والمهملة، والتي لا يوجد فيها تصريف صحي جيد لمياه الأمطار والمجاري.