الكمأة يطلق عليها البعض فاكهة الصحراء أو نبات الرعد لارتباطه المباشر بهطول الأمطار القدماء يعتبرونه هدية من السماء يظهر في أي بيئة صحراوية كنوز في باطن الأرض ذات قيمة غذائية عالية نبات فطري يؤكل، يخرج من الأرض كما يخرج الفطر. والكمأة لذيذة الطعم، لها رائحة عطرية ويتراوح حجمها بين البندقة والبرتقالة. وهي بيضاء وحمراء وسوداء، والأسود منها هو الجباه وهو قليل الوجود. أما الأبيض منها فهو موجود بكثرة ويسمى الفقعة ويسميه عامة الناس الفقع وهو أقل أنواع الكمأة جودة وقيمة، ومع ذلك فهو اشهر أنواعها هذه الأيام ويطلق عليه الزبيدي ويظهر في الشتاء. وجميع أنواع الفقع غالية الثمن لقلة وجودها ولجهل معظم الناس بأنواعها وأزمنة ظهورها وأماكن نباتها وقد كانت الكمأة كثيرة معروفة في بلاد العرب شكل الكمأة وأماكن نموها: الكمأة لا ورق لها ولا جذع ويستدل عليها بتشقق الأرض التي توجد فيها وليس لها عروق ولكن لها سرة، تنمو تحت سطح الأرض من على أعماقه متفاوتة تصل مابين 2سم إلى 50سم ولا تظهر لها اجزاء فوق سطح الأرض. تنمو في الصحاري وتحت أشجار البلوط وتتكون من مجموعات قوام كل مجموعة من عشرة إلى عشرين حبة وشكلها كروي لحمي رخو منتظم وسطحها أملس أو درني، يختلف لونها من الأبيض إلى البيج إلى الأسود. ويعرف مكانها أيضاً بتطاير الحشرات فوق موقعها. كما تعرف الكمأة في بعض البلدان بشجرة الأرض أو بيضة الأرض أو بيضة البلد أو العسقل أو بيضة النعامة، وقد عرفت الكمأة على أنها من المن حيث روى الطبري عن ابن الذكور عن جابر قال "كثرت الكمأة على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأمتنع قوم عن أكلها وقالوا: "انها جدري الأرض" فبلغ رسول الله صلى الله عليه وآلهوسلم ذلك فقال: "ان الكمأة ليست من جدري الأرض إلا أن الكمأةمن المن"،وفي رواية الترمذي عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "الكمأةمن المن وماؤها شفاءللعين". ويقال: إن الكمأة من المن أي ان الله سبحانه وتعالى آمتن على عباده بها حيث انها تنبت بلا تكلفة بذور ولا فلاحة ولا زرع ولا سقاية، فهي ممنون بها من الله وهي فوق ذلك لا تزرع ولا تستزرع، وقد اثبتت البحوث العلمية ان محاولات استزارعها باءت بالفشل لكي تبقى منة من الله على عباده ويبقى حديث رسول الله صلى الله عليه وآلهوسلم معجزاً إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. أفضل الأنواع: أفضل أنواع الفقع هو الخلاسي ويليه الجبي ثم الزبيدي والهوبر ولونه أسود وداخله أبيض ينمو الفقع بكثرة في المملكة العربية السعودية وخاصة فيحفر الباطن وسدير ويتواجد أيضاً في بلاد الشام ومصروالكويت والمغرب وتونس والجزائر واوروبا وخاصة فرنسا وايطاليا. والعرب يسمون الفقع نبات الرعد لأنها تكثر بكثرة الرعد وسقوط الأمطار ويقال انها تتطفل على عروق نبات الأرقة، وقد سميت كمأة لاستتارها، ومنه كمأ الشهادة إذا سترها وأخفاها، وتؤكل الكمأة نيئةومطبوخة، وتعتبر من أطعمة أهل البوادي. المحتويات الكيميائية للكمأة: تبين من تحليل الكمأة احتوائها على بروتين بنسبة 9% ونشأ بنسبة 13% ودهن بنسبة 1% وتحتوي على معادن مشابهة لتلك التي يحتويها جسم الإنسان مثل الفوسفور والصوديوم والكالسيوم والبوتاسيوم، كما تحتوي على فيتامين "ب" وهي غنية بهذا الفيتامين، كما تحتوي على كمية من النيتروجين بجانب الكربون والاكسجين والهيدروجين وهذا ما يجعل تركيبها شبيهاً بتركيب اللحم، وطعم المطبوخ منها مثل طعم كلى الضأن. الاستعمالات الطبية للكمأة: للكمأة استعمالات طبية كثيرة الا ان أهمها الدراسة الاكلينيكية التي اجريت على مرضى مصابين بالتراخوما في مراحلها المختلفة مستخدمين ماء الكمأة في نصف المرضى والمضادات الحيوية في النصف الآخر، وقد تبين ان ماء الكمأة ادىإلى نقص شديد في الخلايا اللمفاوية وندرة في تكوين الألياف بعكس الحالات الاخرى التي استخدمت فيها المضادات الحيوية. وقد استنتج ان ماء الكمأة يمنع حدوث التليف في مرضى التراخوما وذلك عن طريق التدخل إلى حد كبير في تكوين الخلايا المكونة للالياف وفي نفس الوقت ادى إلى منع النمو غير الطبيعي للخلايا الطلائية للملتحمة ويزيد من التغذيةلهذه الخلايا عن طريق توسيع الشعيرات الدموية بالملتحمة. ولما كانت معظم مضاعفات الرمد الحبيبي نتيجة عملية التليف، كماأسلفنا فإن ماء الكمأة يمنع من حدوث مضاعفات التراخوما أو الرمد الحبيبي، وتستعمل الكمأة لعلاج هشاشة الأظافر وسرعة تقصفها وتشقق الشفتين واضطراب الرؤية. تستعمل الكمأة كغذاء جيد حيث تبلغ قيمتها الغذائية أكثر من 20% من وزنها حيث تحتوي على كمية كبيرة من البروتين.