أوضح معالي وزير الصحة د. عبدالله الربيعة أن وزارة الصحة ، ومن منطلق شفافيتها مع المواطنين الكرام والمجتمع أجمع ووسائل الإعلام ، فإنها تؤكد أنه ومنذ تشخيص أول حالة مصابة بفيروس (كرونا النمطي) الجديد الذي ينتمي لفصيلة (فيروس الكرونا) فقد قامت الوزارة بإطلاع الجميع بكل مهنية وشفافية واستمرت تبادر بنشر كل الحالات التي يتم تأكيد تشخيصها وأنه منذ اكتشاف هذا الفيروس الغامض قامت الوزارة بالتواصل مع الخبراء من داخل وخارج الوطن وبمنظمة الصحة العالمية ، ودعت خبراء من جامعة كولومبيا للمشاركة في إجراء مسح ميداني وبيئي للوصول إلى نتائج علمية تساهم في الوقاية من هذا المرض ، مضيفاً معاليه أن الوزارة قامت أيضاً بدعوة خبراء متخصصين من كندا وأمريكا ومنظمة الصحة العالمية للإطلاع على كل الإجراءات التي تقوم بها وزارة الصحة بما في ذلك زيارة المستشفيات والمرضى والإطلاع على ملفاتهم والتواصل مع الكوادر الصحية بكل مهنية. وأبان معاليه في مؤتمر صحفي عقده اليوم الأحد بديوان الوزارة أن عدد الحالات المصابة بهذا المرض في المملكة منذ شهر شوال 1433ه الموافق لشهر سبتمبر 9/2012م إلى هذه الساعة بلغ (24) حالة ، توفي منهم (15) حالة - رحمهم الله وتغمدهم بواسع رحمته- مع عزائي وكافة منسوبي الوزارة لذويهم وأسرهم. وأشار معاليه أنه ومن خلال متابعة الحالات فقد إتضح أن أعراض المرض، تتمثل في ارتفاع الحرارة والسعال يتبعها التهاب رئوي حاد يصيب كلتا الرئتين، ويتم التشخيص بأخذ عينة من سوائل مجرى الجهاز التنفسي، وتبين أن معظم الحالات لديها أمراض مزمنة تؤدي إلى ضعف المناعة لدى المريض. لافتاً معاليه أنه بدراسة تلك الحالات تبين وجود مؤشرات لانتقال الفيروس لدى المخالطين عن قرب، إلا أن طريقة الانتقال ومصدر الفيروس غير معروفين إلى هذه الساعة، ولا يزال العمل جاداً لمزيد من البحث والاستقصاء والدراسة للوصول إلى حقائق مؤكدة تمكّن الوزارة من إطلاع المواطنين والمجتمع على كل ما يحقق أمنهم وسلامتهم . وأكد معاليه أن التعاون سوف يستمر مع منظمة الصحة العالمية وبيوت الخبرة الوطنية والعالمية لما يحقق سلامة وصحة هذا الوطن ومواطنيه الكرام والمجتمع أجمع. وأهاب معاليه بالجميع بضرورة اتباع الإرشادات العامة للوقاية من فيروسات الأنفلونزا المتمثلة في النظافة الشخصية وغسل اليدين والابتعاد عن المصابين . وأوضح معاليه أن الوزارة ومن منطلق المسؤولية التي تقع على عاتقها وبناء على توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – يحفظه الله – بتوفير سبل الرعاية الصحية والحفاظ على صحة وسلامة الجميع فقد تم استدعاء خبراء دوليين ومن منظمة الصحة العالمية لكشف المرض لحماية وإفادة كافة المواطنين والمقيمين في المملكة، مشددا أن جهود الوزارة ستستمر لتوفير الحماية الكافية لهؤلاء لمواطنين. وأكد معاليه أن الوزارة قامت بإجراء العديد من البحوث والدراسات الاستقصائية بهدف الوصول لنتائج حول هذا المرض الجديد لتثقيف الممارسين في التعامل مع الحالات والمواطنين وتوعيتهم. ولفت إلى أن الوزارة تمتلك مختبرات إقليمية في كافة مناطق المملكة ولديها القدرة على اكتشاف الحالات ولكن يتم حاليا التركيز على مختبري الدمام المركزي ومختبر جدة الاقليمي لوجود الخبرات. وأشار د. الربيعة ان جميع البحوث والدراسات لا زالت تخضع لعملية البحث من قبل الخبراء واللجنة الوطنية المتخصصة في مكافحة الفيروسات وسيتم الافصاح عن النتائج بكل شفافية حال الانتهاء منها مؤكدا أنه لا يوجد علاج نوعي أو تطعيم للوقاية من هذا الفيروس حتى الآن. ونفى د. الربيعة أن تكون منطقة الأحساء هي من اقتصرت على تسجيل الحالات مبيناً انه تم تسجيل حالات في كل من الرياضوجدةوالدمام وسبق الاعلان عنها حين اكتشافها، وأعلن معالي وزير الصحة أن الوزارة تشتبه في 3 حالات بفيروس الكورونا وسيتم الاعلان عن نتائج التحاليل بكل شفافية. واكد معالي وزير الصحة بان الوزارة ستستمر بمضاعفة جهودها للاستقصاء الوبائي وتقديم العلاج لكل المصابين وايصال المعلومة للممارسين الصحيين لدقة وسرعة التشخيص ونسأل الله ان يعيننا ويوفقنا بهذه الجهود وبهذه المعلومات ان نصل الى اسرع طريقة للوصول الى افضل السبل للوقاية من هذا الفيروس الغامض وكذلك الوصول مع المجتمع الدولي الى علاج ولقاح واقي لهذا المرض، مشيدا باهتمام المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين سمو ولي عهده الامين وسمو النائب الثاني، على كافة الاصعدة وذلك حرصا على صحة الوطن والمواطن وصحة المجتمع الدولي كله. واعرب معالي وزير الصحة عن شكره لأعضاء منظمة الصحة العالمية والخبراء والخبيرات الذين قدموا من خارج الوطن للاهتمام بشأن محلي وعالمي وكذلك اللجنة العلمية الوطنية للأمراض المعدية التي عملت مع الزملاء والجهود الكبيرة التي يقومون بها للوصول الى حقائق مفيدة تسهم في علاج هذا المرض محليا ودوليا. من جانبها أشادت منظمة الصحة العالمية بالجهود العلمية والبحوث والدراسات الاستقصائية التي تقوم بها وزارة الصحة في المملكة لمواجهة فيروس الكورونا والوصول لنتائج تحمي المجتمع السعودي والمجتمع الدولي بأسره. وأكد د. كيجي فوكودا مساعد المدير العام لشؤون الأمن الصحي والبيئي أننا لم نأتي للتفتيش على الاجراءات التي اتخذتها المملكة لثقتنا في دقة اجراءاتها وحرصها على سلامة مواطنيها ولكن أتينا للاطلاع على ما تم بشكل عام. وأن اكتشاف المرض بالمملكة لا يعني عدم وجوده في دول أخرى بل أن ذلك يدل على الامكانيات العالية لدى المملكة في الفحص والتقصي الوبائي الذي طبقته المملكة بأعلى المعايير. وقال إن الخطوات القوية التي اتخذتها المملكة العربية السعودية لحماية شعبها والخبرة والمعرفة التي وصلت لها المملكة بسبب تقدمها لمحاربة هذا المرض سوف تساعد العالم للإستفادة منها . وقالت المنظمة في بيان لها أن العالم يجمع على أن ظهور الفيروس التاجي (كورونا فيروس) الجديد تحد هام وكبير يواجه جميع البلدان سواء منها من تأثر بالفيروس بالفعل ومن لم يتأثر به بعد ، وقد أدركت وزارة الصحة في المملكة العربية السعودية هذا، ودعت منظمة الصحة العالمية لمساعدتها في تقييم الوضع وتقديم المشورة والتوصيات، ويسعد منظمة الصحة العالمية أن تعمل مع المملكة العربية السعودية في هذا المجال . وفي الوقت الراهن أصبح لدينا فهماً أفضل لهذا المرض الجديد إلا أنني أود تذكير الجميع بأن هذا المرض هو عدوى جديدة وأن هناك الكثير من الثغرات في المعلومات المتاحة لدينا والتي نحتاج لوقت لملئها . فنحن نعرف أن سبب المرض هو فيروس من مجموعة تسمى الفيروسات التاجية (كورونا فيروس) وأن أحد أفراد هذه الفصيلة كان الفيروس المسبب للعدوى التنفسية الحادة أو الوخيمة (سارس) إلا أن هذا الفيروس ليس هو فيروس السارس وهناك اختلافات بين الفيروسين إلا أنهما في الحقيقة قريبان من بعضهما ، وذلك يزيد من القلق في العالم ونحن نعرف أن الفيروس التاجي (كورونا فيروس) أصاب الناس بالعدوى منذ عام 2012، إلا أننا لا نعرف أين يعيش هذا الفيروس ونحن نعرف أنه عندما يصاب الناس بالعدوى فإن الكثير منهم يعانون من التهاب رئوي شديد أو وخيم إلا أننا لا نعرف كم من المصابين بالعدوى ستظهر لديهم مرض طفيف فقط ونحن نعرف أيضاً أن معظم الذين التقطوا العدوى حتى الآن هم من المسنين وأن من الغالب أن يكون لديهم حالات مرضية أخرى إلا أننا لسنا متأكدين من سبب رؤيتنا لهذا النمط وفي ما إذا كان سيتغير مع مرور الوقت . وهناك الكثير من الأمور الأخرى التي لا نفهمها ومنها على سبيل المثال كيف يصاب الناس بالعدوى؟ هل تنتقل العدوى إليهم من الحيوانات؟ أم من السطوح الملوثة؟ أم من الناس الآخرين؟ وأخيراً فنحن لم نفهم بعد كيف سوف ينتشر هذا الفيروس ، سواء في هذا الإقليم أو في البلدان الأخرى .