ما زال الثلج يتراكم خارجًا، وجدران الغرفة الصغيرة تزداد برودة.. يجتمع الصغار حول موقدٍ صغير، تنبثق منه شراراتٌ ضعيفة، يفركون أكفّهم الصغيرة، كما لو أنهم يحرّضون الشعلة على أن تصير أكبر لتدفئ بقية أجسادهم المرتعشة..!
تدور في الغرفة الضيقة كلبُؤةٍ (...)
في الزاوية المنزوية .. تجلس منذ ساعات الصباح الأولى, وعيناها شاخصتان للسقف, لا تكاد تدرك شيئا، ولا تشعر بالوقت، أو تقلبات الطقس .. وبين لحظة وأخرى تنزل دمعةٌ حرّى مرتجفة على خدها المتغضّن, وتنهيدةٌ تمزق صدرها المتعب!
الشجرة الوارفة خارج البيت (...)
أتملّص من جسدي لأقف على الشرفة وحيداً دون قيود..
السماء المحاذية لوجع يسري في فراغات المكان.. تجعلني أتخيل أن لجسدي روحَ صقر، أو حتى نورس، يأخذني من قيود الواقع لفضاءات شاسعة؛ كلُّ شيء هناك يختلف عن هنا. أسمع أنفاسي، وأستغرب كيف أني لم أعد أرغب في (...)