سألت نفسي يوماً هل سأموت وأنا أحدق في عينيه؟
أنا التي ألبس الريف وآكل الصمت.. بجهد كبير يحررني الضجيج عندما أضع رأسي على وسادتي، لم تعجبني هذه الحياة فالملل يرسم كل التفاصيل من حركة الأغنام المرتبكة بين البيوت، ومن أحاديث الفلاحين الملفوفة برداء (...)
في آخر أيامه رحلت الرغبة لديه في فعل أي شيء. روحه خواء كبيت صامت تحفه أشجار كسولة.. يكتفي بأن يسكن عينيه في مناظر يعتقد أنها جميلة.. يرهف سمعه لأصوات النساء.. يقول إنها موسيقى، وظل هكذا حتى وجدته في يوم من الأيام نائماً بجانب باب بيته، هزيل كجريد (...)
وقفوا أمام الشاطئ، ذلك المجنون القديم الذي ما توقف عن ضرب الصخور.
الرياح تحتضر في أكف ليل بهيم ولد في أفق المدينة. أدرك لحظتها أنه يقرأ آخر صفحة في كتابه، حيث راح يتساءل: ما لون الأشجار؟ وما لون الرياح؟ وكيف هي أشكال الكتب التي يحضرها أبي؟
لم يكن (...)