مرَّت عليَّ الذاكرة في بلبوسٍ آخر، تُحسِّن ليّ الولوج في ردهِ العذاباتِ؛ لأنسلَّ مِنها الشِعرَ، وأتلمسُ في سحنةِ الغياب وطنًا للكلماتِ التي تتمشى في جسدي وحينًا بردهِ المدائن التي أقطنها وتزورني، وأغرس يديّ كجذورٍ في رحمِ الأرضِ وألتقط من جوفها (...)
تبدو الرياض وقد أهل عليها العامُ الجديد مكتسيةً بالحمرة التي تصدر من أضواءِ السيارات المتراكمة في جل الطرق، وكأنما الحُب قد اختار هذا اليوم للتمشي في المدينةِ الجميلة التي استقبلت نجاح الطلبةِ مع بدايةِ العالم فزادها زخمًا وزهوًا. وكان في الكائناتِ (...)
لم نُحس بالرحلة التي قرر والدي أن يقطعها بين البلدات الصغيرة ومن ثمَّ عبر الكثيب الرملي إلى المزرعة التي تبعد عن العاصمة ما ينيف عن الثلاثمئة كيلو متر، حيث أخذ اهتزاز سيارة الددسون العتيقة رؤسنا إلى مرحلةٍ أخرى من الوعي؛ تبدل فيها معيارُ الوقت وذهب (...)
توقف عيد ميلادي عن الهطول مع سحابة الذكريات، ومع الترقب الذي يزيد من الرصيد البشريّ في البقاء؛ حينما توقف الوجود على بوابة الأول من أكتوبر التي لم تمضِ أبدًا... عليّ إذًا أن أنهض من المِحلّة التي تعتري غسقي بالوقوف، وأعجن مسيري بعبق الطيف (...)
كرّة أخرى، وبحلة أبهى، يعود الوطن في يوم مولده أعظم مجدا، وبالإنجاز أزخر لا يعدا.. يرسم بالفرحة ملايين البسمات، ويغزل كلماته الحلوة بالمعنى في صدور «العشاق» الهائمين فيه انصهارًا ومدىً جميلاً يترامى به المستقبل حدّ المعجزات المبهرة إذ يتوج بالرؤى (...)