كرّة أخرى، وبحلة أبهى، يعود الوطن في يوم مولده أعظم مجدا، وبالإنجاز أزخر لا يعدا.. يرسم بالفرحة ملايين البسمات، ويغزل كلماته الحلوة بالمعنى في صدور «العشاق» الهائمين فيه انصهارًا ومدىً جميلاً يترامى به المستقبل حدّ المعجزات المبهرة إذ يتوج بالرؤى العليّة صورةً للعطاء الممدود من اللحظة الخالدة الأولى باتحاد محمد بن سعود المقرن المريدي ومحمد بن عبدالوهاب آل مشرّف الوهيبي وحتى عصر العطاء بالدولة السعودية الثالثة منذ صاحب الجلالة الملكية عبدالعزيز الموحد حتى خادم البيتين سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهد الأمجد محمّد بن سلمان بناءً ضفورًا بالمنجزات المتحدة بنفوس بناة الوطن المخلصين، إذ كانوا دعامة اتحاد جعلت من «الخيرات» الوفيرة المختلفة دلالةً على تنوع عز نظيره، ولحمة جعلت من الوطن وقاطنيه جسدًا رؤومًا يحن على أجزائه، ويتلمس أنحاءه بعين تكشف درر كوامنه، ومنجم صفاته ذات العطاء الأسمى، إذ حبي بقيادة مليئة، تعرفه حق العلم بتاريخه ومنجزاته التي تتحد بها وتتفاعل فتنتج رؤىً عميقة، ومشاهد مبهرة، وبالحضارة ظاهرة سامقة؛ فالإبداع المتنامي بهذه الأرض المديدة صورة للالتحام بمكونات الوطن الغالي ثقافةً وسيرة حياة رواها الآباء بالكفاح والشهادة والعمار وسعى في طرقهم الأبناء والأحفاد وأحسنوا الصنيع جمالاً وكمالاً متوالدًا يجعل منا كيانًا يسلب الأفئدة الرانية للحسن في كل شأن، فهيّ بديعة بالروح إذ يتبع قداستها ملايين المسلمين تهفوا نفوسهم لبيوت الله المطهرة ببكة وطيبة، ويتلمسون بتاريخها مسيرة الرسول صلوات الله وسلامه عليه، وفي سحن أبنائها مسحة هطيلة مذ ذاك العهد الطيب، وفي أفواههم لغات بهاء تشكلت من معين العروبة الصقيلة، وفي أجسادهم أثر تحولات التربة وثمارها غذاءً للنفوس فكما تقيم الأصلاب أمدت الألباب فكرًا وضاءً جوهر الجود بهاءً مزهرا، وبديعة بالشعور إذ هيّ ممتنة لذاتها وللمعدن الذي خرجت منه دفاقةً ومنعمة على آلها وعلى العالم برمته، فعلى الكوكب شذرات ذهبية منها بالمجالات والمساحات المنتجة، وتنشد بحبها عالم سلام وراق، وكما تدور الأرض حول محورها تدور المنجزات في اصقاع الكون لغةً تحكي عن الامتداد الكوني الذي حبنا به الباري جل في علاه، فحفظنا به سدتنا العليا شكرًا على نعمه الوفيرة، وآلائه العظمى سبحانه. إن المملكة السعودية وحيث تكسى بالخضرة ربيعًا بيومها الميمون تشد اللب إلى «لوحة الجمالالتي تتشكل من أطياف الشعب الأبي، والقيادة العظمى، فيخلد بالخواطر من عبقها رونقًا خصيصًا تتصاهر فيه الثقافات والكيانات دون أن تفقد خصيصة واحدة، إذ تزداد رفعةً فوق علوها، ومن هنا تستطيب بما تصل إليه في سعيها الحثيث نحو العمارة والخلافة التي احتباها لها المولى جل في علاه. نتباهى بعيدنا الجميل، اليوم الذي يتداعى به الأطفال راقصين، ومبتهجين، ولمن رآهم مسعدين إذ يشيرون إلى استدامة النماء الرفيع بأمتنا السعودية السامقة، ويتزاخرون بعد لا نهاية له بسواعد الشباب يتوالد منها «الوطن» مرارًا فيبقى فتيًا أبدًا استضاءةً بحكمة الشيوخ، وأمر «القيادة» نحو الفلاح المستطاب. إنه اليوم الذي تعود به الأيام لتسفر عن النمو المحتذى، والمسير المحتبى، والموسم الذي تزدان به البلاد بالأفراح الغامرة، وبالترانيم العاطرة، وبنا حين نتأمل ذواتنا كيف جملت عما كان، وزادت في فسحة الحسن الميمون فصرنا بعد ذلك ربيعًا يمشي بالأرض، وريحًا طيبة تمحو جراحات الأمس بأفراح اليوم الجميل. كل عام ونحن بخير وطنًا وأمةً بهية، وكل عام بالنماء نزخر، وبالعطاء نظفر، وبالحبّ تكون لنا الكلمة العليا بين البلاد والعباد. ** **