ظِل الحديث
أمام المرآة
قضيت وقتا أطول من المعتاد
لم أكن أفعل شيئا
كنت انظر لي
بشكل متقطع
وأنا أفكر
ماذا علي قوله لهذه الفتاة؟
لا أعلم، تبدو لي عادية جدا
كأي فتاة أقابلها في أي صالة انتظار،
إنها تنتظر،
ومن المؤكد أنها تفكر،
حديثي لها سيقطع حبل (...)
في البدء كان قطارا بعربة واحدة، كانت الرحلة جميلة خفيفة؛ فكل شيء يحدث بسرعة، لا شيء يعلق بالذاكرة، وحده القلب يقود الطريق ببهجة الربيع دون عناء التفكير، مغترا ببهاء الألوان، ملوحا بيده للطيور الفاتنة والفراشات البديعة، حتى سأل مرة: متى سيتوقف القطار (...)
لا أحد يناديني باسمي كما هو
إلا أهلي؛
حين يطرأ شيء ما
يكون جادا،
يتناسون في خضمه
مناداتي باسمي المختصر،
أو في منشأة رسمية
حين ينظر المنادي
لملف رسمي
وينادي بصوت حاد
بعد أن أرهقه كثرة
المراجعين،
ينادونه هكذا عاريا
كاملا الأجزاء
وبصوت عال؛
لذا أفزع (...)
النافذة التي كانت كعجلة ثالثة
بين عاشقين يثرثران
تنصت للوعود
وتتلقى الحجارة
كمنبهٍ ودود
للقاء محب.
الحجارة التي لم تخش
جرح / انكسار زجاجها
بقدر ما كانت تحمل لهفة العاشق
توصلها لفتاته كفراشةٍ رقيقة،
كصوت قبلة،
لا كطقطقة حجارة.
النافذة التي كانت (...)
يحدث أن يكون الوجع أصيلا
لا تحلو له الإقامة إلا بأشياء
ممتدة الحياة لسنوات،
كشجرة مثلا
حزنها أبدي
حتى وإن منحها حطاب مسن
موتا رحيما بفأسه الحادة،
ستبقى حياتها ممتدة؛
تأخذ أشكالا أخرى،
فتارة طاولة مدرسية
تخربش عليها مراهقة
عينا كبيرة بجفن منتفخ
يختزل (...)
بعد خمسين عاماً، بعد أن أكلت الحروب هذه الأرض وقاد الروبوت الإنسان كحيوان أليف، بعد أن وقعت أكوام الحديد معاهدة لحفظ الكائن البشري للمجلس الأعلى للكائنات الفضائية خارج المجرة، بعد أن نجوت من كل شيء بدءاً من القنابل الإلكترونية تلك التي تقتل ضحيتها (...)