آمل من كل قلبي وأقول ذلك صادقًا، ألا يقفز أحدهم بمجرد قراءته لعنوان المقال ليعترض، وهو بذلك يؤكّد فكرة العنوان دون الولوج إلى صلب الموضوع وقراءته بوعي وتأنٍ، (القبائل.. لم تتغير). ليس ذلك طبيعة فكرية تلازمها على مدى الأعوام، والمستغرب أن الأجيال لا تفطن لهذا الهاجس الذي لا ينعتق من الذهنية القبلية، رغم تقدمه الذهني أيضاً في المجال العلمي. والمجال التقني الذي يرفض فكرة (القبيلة) المحبوسة ضمن أُطر ربما أجملها التعاون والكرم المباشر الذي لم يعد ذهنياً ذلك القياس الذي تجاوزته الأفكار العلمية البحتة. ننظر إلى الأمم الأخرى التي ربما تعتنق أدياناً مختلفة ومبادئ متعددة، إلا أنها اتخذت نمطاً سياسياً وقانوناً يقودها إلى التوازن المعرفي، ثم الاجتماعي رغم التناقض وهو ما نشاهده في معظم دول آسيا حسب معرفتي المحدودة. بالنسبة للأمم الأخرى التي تقود العالم، شئنا أم أبينا، ليس لها إلا هدف واحد لا ثاني له وهذا الهدف (المصلحة أينما وجدت)؟؟؟؟ نحن الآن نملك السيطرة على هذا العالم وخصوصاً الأوروبي والأمريكي بما لدينا من نفط ومن غاز، والسيطرة هي ضعفنا وعدم ترابطنا. بل نمنح الآخر كيفية رضاه وكيفية سخطه، الأمر الذي يجعلنا نمرر الأمور على اعتبارها توازناً إن لم تكن انتصاراً (خلبا). القبائل لم تتغير، وهو محزن بشقيه. الشق الأول: مازالت تأخذ طقوس أيام الجوع حيث الكرم آنذاك كان معادلاً موضوعياً وأخلاقياً، أما الآن فليس سوى استعراض أقرب إلى الفوضى وامتهان النعمة (هياط)؟؟؟ والشق الآخر هو فكرة الهزيمة والانتصار التي منحتها لنا كرة القدم بنسختها القبلية، أو عدم وجود فهم فكرة الفوز والخسارة التي تعتمد على مهارة اللحظة. لا بد من ختام في أزمتنا الأخيرة، هل نشعر أننا ما زلنا قبائل لم تتغير أم عكس ذلك؟؟؟ أتمنى: الإجابة الثانية.. وسلامتكم. نقلا عن الرياض