الطبُّ مَنفعةٌ مباحة، بل هو من أشرف المنافع كما قال الإمام الشافعي رضي الله عنه: (لا أعلم عِلماً بعد الحلال والحرام أنبلَ من الطب) وقد عدَّهُ الفقهاء مِن فروض الكفايات، فهو علمٌ لا يُستغنى عنه لحفظ النفوس وصيانتها من الأمراض والآلام، فوجوب تعلُّم (...)
الكفاءة أصلُها مِن الكُفْء، وتعني المساواة، فالكفاءة بين الزوجين مِن أهم أسباب السعادة الزوجية، فالتقارب بين الزوجين في أحوالهما الاجتماعية والماليةَّ والخِلْقيَّة والثقافيَّة وغيرها يورث مزيد أُلْفةٍ بينهما، بخلاف التفاوت وعدم التجانس في الطباع (...)
التمريض علم نبيل، ومهنة شريفة، وإذا كان فضلُ كلِّ علم من العلوم يزداد بقدْر منافعه، فإن التمريض غايته رعاية صحَّة الإنسان، فهو يخدم حفظ ضرورة من الضرورات الخمس، التي هي على الترتيب من حيث الأهمِّيَّة: حفظ الدين فالنفس فالعقل فالنسل فالمال،وقد قال (...)
تفرِّقُ الشريعة الإسلامية بين الخبر وبين الشهادة، فالخبرُ إبلاغٌ عن أمرٍ عامٍّ، لا يختصُّ بشخصٍ بعينه، بل يتعلَّق بعموم الناس، مثل أن يُخبرَ أحدُ الصحابة الكرام أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: (إنما الأعمال بالنيات) ومثل أن يُخبر أحد التابعين (...)
قبل عشرة أيام وردني سؤال من برشلونة يفيد بأن يوم 23 أبريل يصادف اليوم العالمي للكتاب في إسبانيا، يقول السائل، وهو مدير المركز الثقافي الكتالاني: (أردنا أن نخرج لتوزيع بعض الكتب والمصاحف، كما كنا نعمل في الأعوام الماضية، فَنهانا بعضُ الشباب مِن (...)
حاجات المرء الدنيوية والأخروية لا تنقضي، فلا يزال يتطلَّع إلى تحصيلها وتيسير الوصول إليها، وقد اقتضتْ حكمة الله تعالى أن يكون تحصيل المرء لحاجاته عن طريق الأسباب التي يبذلها، فالتسبُّب هو الباب الذي جعله الله سبيلاً للوصول للحاجات، غير أنَّ إرادة (...)
الرقية أَلْفَاظٌ خَاصَّةٌ يَحْدُث عندها الشِّفَاء من الْأَسْقام والأدْواء بإذن الله تعالى، ويرادف الرقية ألفاظٌ كثيرة، فمنها العزيمة، وهي كلمات تُعظِّمُها تلك الملائكة ويزعمون أن لكل نوع من الملائكة أسماءٌ أُمِرَتْ بتعظيمها، ومنها الوَدَعَة، (...)
هذه العبارة قالها الإمام شهاب الدين القرافي المتوفَّى سنة684ه، قالها في حديثه عمَّا يمرُّ به الفقيه من مستجدَّات القضايا والأحداث، وكان مما قاله أن الفقيه إذا جاءَه مَن يستفتيه مِن غير بلده، أنَّ الواجب عليه ألا يُجْرِيَ الحكمَ على عُرفِهِ، بل على (...)
حين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى المسلمون أن أوجب الواجبات عليهم في تلك الساعة أن يختاروا رأساً يرجع إليه تدبيرُ شؤونهم، فالنصوص تواترت على أنَّ إقامة الحكومة أصل من أصول التشريع، حتى أنهم قدَّموا اختيار الإمام على دفن رسول الله صلى الله (...)
نَشَأَتْ ولايةُ القضاء في الإسلام وترعرعت خطَّةً لها أصولها التي تقوم عليها ، ومقاصدها التي ترمي إليها ، فكان القضاء مستقلاً بذاته ، غير متأثر بقانون الرومان ولا بغيره، وهذا الأمر نَلْحَظُه من وَفْرَة المادة القضائية التي حوتْها كتب القضاء وأحكامه، (...)
ما أحوجنا إلى الوقوف على كثير من هذه الآراء التربوية فيما يتعلَّق بالمعلِّم وكذلك المتعلِّم وفيما يتعلَّق بِحَلَقة الوصل بينهما وهي المنهج التعليمي والتربوي .
ولأبي بكر بن العربي رحمه الله سبقٌ في ذلك، فلا يخلو كتابٌ مِن كتبه من نُكَتٍ وفوائد (...)
مِن مقاصد الشريعة في الأموال وضوحُها، ويحصل الوضوح بأن يكون مالُ الإنسان بحالٍ يمتنع معه أو يقلُّ وجود أسباب المنازعات والخصومات، ويتحقق هذا المقصد عبر تشريع التوثيق للعقود بكتابتها والإشهاد عليها وضبط ذلك كله ، وعبر تشريع الرهن في ذلك، مما يكون (...)
وقد كان بعضهم يتتلمذ على بعض، فقلَّما تجد عالما بالأحساء إلا وله من الشيوخ من غير مذهبه الكثير.
لقد كان العلماء في الأحساء يتحرَّجون تحرُّج السلف الصالح من الإقدام على الفتوى تحليلا وتحريما ، فهذا العلامة السيد عمر بن عبد الرحيم الحسني الشافعي يقول (...)
كان حال الأحساء يمثِّل أنموذجا رائعا لما يجب أن يكون عليه الناس في سائر البلاد، من الوفاق والوئام والتحابِّ والإخاء بين أصحاب الاجتهادات الفقهية المختلفة
أما اعتقادُهم فواحدٌ لا يقبل الخلاف، فلم أقف على فتوى أو حوار علمي بين علمائها يظهر منه اختلاف (...)
لقد أكرم الله الإنسان حين خلقه في أجمل صورة وأحسن هيأة، وأكرمه حين وهبه عقلًا يُدرِك به الأشياء، وقلبًا يفيض بألوان من المشاعر الدافعة للعمل، فجلُّ تصرُّفات الإنسان يُساقُ إليها بدوافع نفسية، وما أكثر ما يكون صوتُ العقل ضعيفًا في تصرفاتنا، فمن رحمة (...)