لا يكاد إنسان يخلو من هَمّ يعتريه، أو هاجس يقلقه، أو طارئ ينغص عليه معيشته، وليس أولى من أن يبتدر الإنسان إلى ما قاله الناصحون حول الأساليب المثلى لكيفية التعامل مع هذه الوقائع.
فبعضهم من تجربة، وآخرون من علم استجلوه وسبروا أغواره، حتى دانت لهم (...)
هل ودعناه بما يستحق من وداع، وعملنا فيه فأتقنا العمل، أم جعلنا منه زائرا لا نعبأ بزيارته، إذ نتطلع لإزجائه، والخلوص إلى ما بعده، وكأننا لا نعلم أن رحيله يستصحب معه أجزاء من كياننا الجسدي والنفسي استصحابا لأوبة وراءه، فتغافلنا عن الاستفادة منه قبل أن (...)
قديما تجادل الفلاسفة حول الأسبق إلى الكون، هل هو الخير أم الشر، النور أم الظلام؟ لينسلكوا في متوالية من الجدل؛ ما زالت تناقش حتى اليوم، فاستدلوا فيما ذهبوا إليه من أسبقية الشر للخير بصرخة المولود عند الوضع، فجعلوا منها دليلا على أسبقية الشر، إذ لو (...)
ما السر في عشق الناس لسماع الشعر، وجعلهم إياه في المقدمة، حتى قدموه على أحاديثهم، التي هي في الأساس دوحته الحاملة لألفاظه، والمزهرة بكلماته؟ ثم ما أمر تفوّقه على سردهم العادي، وقد رُكّب من مفرداته، وصيغت ألفاظه منه؟ هل ذلك يعود لمهارة تركيب الكلمات، (...)
ماذا لو تخلى كتاب الرأي عن النقد لفترة محدودة واستبدلوا به التركيز على الجوانب المضيئة في ما تطاله كتاباتهم النقدية، وعملوا على إبراز كل ما هو جميل ومضيء وإيجابي، ودفعوا إلى تعزيزه وتشجيعه، والإشادة به وبمن يقف وراءه، وأشاحوا بأقلامهم عن تناول (...)
تمر المجتمعات بمراحل من النماء والتطو تؤثر في سياقاتها ونماذجها القائمة، وتصنع لها واقعا مستجدا يتماهي مع متطلبات العصر وأساليبه، يسري ذلك على المجتمعات بلا استثناء، فينشأ عن ذلك عادات جديدة أو مطورة تأخذ مكانها في بناء التكوين القيمي لكل مجتمع، (...)
سقطت بغداد بأيدي المغول عام 656 للهجرة، بتضافر جهود الغزاة والمتأمرين معهم من الداخل، لتطوى بذلك صفحة الدولة العباسية، إذ تداعت لسقوطها حواضر العرب آنذاك، لتعيش حالات من الشتات مكنوفة بظلال الفرقة والاختلاف، حتى آلت مقاليد الأمور إلى العثمانيين عام (...)
تباينت الأجوبة حول هذا السؤال المستوحى من خطاب وزير الإسكان، هل فعلا أن قضية الإسكان قضية "فكر"؟ إلا أن الأجوبة تواطأت على التسطيح على حساب التعمق.. وجعلت من مفردة "الفكر" غرضا للانتقاص، حتى توارت الحقيقة في غمار السخرية.
فالفكر مآل توجيهي تقتبس منه (...)
كم رسالة تقرأها في اليوم، من رسائل الواتساب أو تويتر أو أي وسيلة تواصل أخرى؟ قد تقرأ 100 أو 200 أو أكثر أو أقل، وقد تضيف إليها مطالعة صحف، وقراءة كتب، وتصفح مواقع إنترنت، وسماع نشرات إخبارية، وأحاديث مع الأسرة وزملاء العمل والأصدقاء، ومكالمات (...)
"إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة
فإن فساد الرأي أن تترددا"
ليس أضر على الرأي الصائب من التردد وعدم الإقدام، وليس أنجح له من العزيمة الصادقة الجادة التي تخرجه من مرحلة القول إلى الفعل.
فما إن يتضح الرأي الصائب حتى يتوجب تحقيقه بعزيمة صادقة تأنف الضيم (...)