نحن لا نختلف في أن المنهج الرباني الأقوم بأحكامه وآدابه ورمزياته ينبغي أن يسري في كل مسارات حياتنا ومفاصلها، كما يسرى الماء في العود الأخضر، ونحن لا نختلف كذلك بأن من حق كل الجماعات والأفراد أن يكون لهم دور في تزكية مجتمعاتهم وإصلاحها وتحسين الحياة (...)
$0 أستطيع أن أقول: إن تاريخ العرب والمسلمين قد توقف خلال الأيام الماضية في تونس، حيث أمكن التخلص من نظام حديدي مستبدّ بسرعة البرق وبأقل خسائر ممكنة، والحقيقة أن ما جرى في تونس الخضراء بالنسبة إلينا يشكل فاصلاً في التاريخ يشبه الفاصل الذي أحدثته (...)
نحن لا نختلف في أن هذه الدنيا دار ابتلاء بالقوة والضعف والخير والشر، لكن الذي نختلف فيه عادة هو الجواب على السؤال التالي: هل احتمالات نجاحنا في ابتلاء الخير والقوة أكبر أو في ابتلاء الشر والضعف؟ وما الذي تؤكده الخبرة البشرية في هذا الشأن؟
لو عدنا (...)
يمكننا وصف الإنسان بأنه ذلك الكائن الذي يظل مدى عمره متنقلاً بين الحقيقة والوهم، والعلم والخرافة، والجزم والشك. إنه لا يرى إلاّ جزءاً من الواقع، ويجد نفسه باستمرار مفتقراً إلى المزيد من المعرفة التي تساعده على رؤية الأشياء على ما هي عليه.
تملك (...)
في داخل كل واحد منا سلسلة لا تنتهي من المعارك الصامتة بين رغباته والظروف التي تضغط عليه من جهة، وبين إرادته وواجباته، وما يشعر أنه الصواب من جهة أخرى، وقد أثبت الإنسان في مواقف لا تُحصى أنه قادر على التأبّي والتمنُّع على المغريات والمفاتن والظروف (...)
إن من تمام ابتلاء الله – تعالى- لعباده في هذه الحياة أنه جعل لديهم قابلية عظيمة للتعلم والتشكل العقلي والعاطفي؛ فالطفل حين يولد يكون مفتقراً إلى كثير من مقومات الإنسانية: حيث لا يكون لديه لغة ولا معايير للصواب والخطأ والخير والشر، ولا عواطف ولا (...)
كانت المشكلة التي تواجه الإنسان على مدار التاريخ هي تحديد نوعية العلاقة التي يجب أن تربطه بالخالق تعالى و بالزمان والمكان والناس والأشياء من حوله، وتحديد المسافة التي ينبغي أن تفصل بينه وبين كل ما ذكرناه، وسيكون من المؤسف أن نقول: إن النجاح في هذا (...)
ذكرت في المقال السابق أننا نلاحظ اليوم وجود الكثير من التناقضات في سلوكيات كثير من المسلمين، كما نلاحظ انخفاض مستوى حماسة كثيرين منهم للقيم التي يؤمنون بها، مع أننا نعرف أن الإخلاص لله- تعالى- والإيمان الصادق بمبدأ من المبادئ من الأمور المحفزة (...)
تحدثت في المقال السابق عن جدال، لا يتوقف، ولا ينتهي حول أولويات الإصلاح والخطوات العملية الأولى على طريق النهضة، وذكرت أن ذلك الجدل مشروع، ووعدت بتقديم بعض الأفكار التي تساعد على التخفيف من حدة ذلك الجدل، كما تساعد على جعله مثمراً، واليوم أفي بذلك (...)
دار جدل قديم حول أيهما أسبق في الوجود: البيضة أم الدجاجة؟ وما زال هذا الجدل مستمراً، وإن كانت رؤيتنا العامة لشؤون الخلق تجعلنا نتجه إلى القول: بأن الخالق سبحانه أوجد الدجاجة أولاً، ثم كانت البيضة؛ وإن لدينا في مجال (الإصلاح) جدلاً قريباً من هذا (...)
من المألوف في كل الساحات الثقافية أن يحتدم الجدل حول كثير من القضايا؛ فهذا جزء من الحراك الثقافي, وإن من حق جميع الناس أن يكون لهم رأي في كل ما يعتقدون أنه يتصل بالحياة العامة, أو يؤثر في حياتهم الشخصية, ومن الطبيعي أن تُستخدم مساحات الحرية المتاحة (...)
أشرت في المقال الماضي إلى أن من أسوأ ما يُقعد الإنسان عن أن يكون منتجاً وفعّالاً فقده للتركيز على شيء يعتقد أنه من خلاله يستطيع المساهمة في رفعة شأن بلده وأمته, واليوم سأتحدث عما ينبغي فعله لاستعادة ذلك المفقود أو العثور عليه إذا لم يسبق للقارئ (...)
في صدور أعداد هائلة من المسلمين أشواق وتطلعات قوية إلى عزة الإسلام ورفعة المسلمين، ولدى كثير من الدعاة والمثقفين في الوقت نفسه معتقدات ورؤى تتعلق بحاجات الأمة وبمداخل إصلاح أحوالها، وانطلاقاً من هذه وتلك يحاول كل واحد من الذين يشعرون بالمسؤولية عن (...)
أظهر الإنسان على مدار التاريخ قدرة فائقة على إدراك المحسوس والتمتع به وتقديره، ولا يعادل تلك القدرة سوى ضعفه في إدراك المعنويات والاحتفال بها والسعي من أجلها، ولعل سرّ هذه الوضعية يكمن في أن الحِسّيات تعبر عن نفسها بطريقة أفضل من طريقة المعنويات، أو (...)
تحالف الأضداد ليس بالشيء الجديد؛ فقد رأى الناس تجلياته عبر التاريخ في الكثير من الأشياء، ونحن نعرف أن الذي يظهر مدلولات (القبح)، وينفّر النفس منه هو (الجمال)، كما أن القبح هو الذي يجعل للجمال ذلك الإشراق الأخّاذ، وقد قالوا قديماً: إن للشوهاء فضلاً (...)