في رحلتنا الأردنية، وأثناء سيرنا من عمان نحو وادي رم جنوبا، لاحظت لوحة تعريفية على جانب الطريق كتب عليها (الحميمة) ثم أردف السائق منبها: «نحن نمر بالحميمة» التفت يمنة ويسرة فلم أر سوى صحراء جرداء، وجبالا صماء، وبيئة قاحلة طاردة للسكنى، وفراغا على مد (...)
يينما كانت الأحداث في المشرق تجري نحو غايتها المقدرة، كان ذلك الشاب في الجهة المقابلة يراقب شروق الشمس متفكرا، هادئا هدوء السبع إذا ربض ثم وثبته إذا نهض، شاب يطوي جوانحه على همة عظيمة لا تكون إلا في ندرة من الرجال. ما الذي جعل عبدالوهاب أبو ملحة (...)
في الحضارة العربية النبطية نجد المسرح متربعا بوضوح. أما الرومان والإغريق، فالأثر يغني عن الخبر، حيث إن مسارحهم ملء السمع والبصر، وهي باقية حتى اليوم، تعكس شيوع ثقافة المسرح في تلك الحضارات العظيمة السالفة. وهنا يثور سؤال أو تساءل حول غياب نمط المسرح (...)
يتم اقتياد بلاس إنفانتي إلى مصيره، يقف إنفانتي بصلابة أمام سلاح السجّان، تماسك الرجل ولم يظهر الجزع، ثم رفع رأسه بشموخ، وقال في غيظ كظيم وبصوت رفيع: «عاشت الأندلس حرة.. عاشت الأندلس حرة» فكأنما زلزل الأرض من تحت أقدام سجّانيه، فبادروه وعجلوا بإعدامه (...)
لا أدري لِمَ يخجل بعض الشباب اليوم من موروثهم الثقافي، ويحاولوا إظهار أنهم أعراب جفاة؟ فتراهم يتصنعون الغلظة، وعند كلامهم يفخمون الحرف بدل ترقيقه، ويزدرون رعاة المعز والبقر، ويتجاهلون تراثهم العمراني، بل يزمجرون إذا ذكرتهم بالفلاحة والزراعة، (...)
رحل حاتم علي، تاركًا وراءه إرثًا من الدراما التاريخية الهادفة، التي نشأنا وتربينا عليها.. تلك المسلسلات النوعية وقرت في قلب المشاهد العربي، فقد كانت أعماله عابرة للهويات القُطرية، تمكنت باقتدار من جمع الجماهير العربية على مائدة التراث العربي المجيد، (...)
عندما تزور جُرَش، وتنظر إلى البناية الرئيسية في الموقع يُخيل إليك أنك أمام منشأة رومانية بيزنطية؛ ذلك بسبب الأعمدة القصيرة المضافة والمبنية بقطع الآجر! فبعد اكتشاف الأساسات الحجرية القديمة للمسجد الجامع الذي يُعتقَد أنه قائم على أنقاض معبد قديم، أو (...)
رحل حاتم علي، تاركا وراءه إرثا من الدراما التاريخية الهادفة، التي نشأنا وتربينا عليها. تلك المسلسلات النوعية وقرت في قلب المشاهد العربي، فقد كانت أعماله عابرة للهويات القُطرية، تمكنت باقتدار من جمع الجماهير العربية على مائدة التراث العربي المجيد، (...)
يصر جربرت على أستاذه هاتو أن يصف له قرطبة، تلك المدينة العربية «المولعة بالعلوم والفنون أكثر من ولعها بالحروب»، فيبهر هاتو تلميذه النجيب بحكاياته عن المدينة الحضارية الملونة من كل الأطياف، ويخبره كيف رأى الأساقفة والقضاة المسيحيين في قرطبة، ويحدثه (...)
عندما تزور جُرَش، وتنظر إلى البناية الرئيسة في الموقع، يُخيل إليك أنك أمام منشأة رومانية بيزنطية؛ ذلك بسبب الأعمدة القصيرة المضافة والمبنية بقطع الآجر!
فبعد اكتشاف الأساسات الحجرية القديمة للمسجد الجامع، الذي يُعتقَد أنه قائم على أنقاض معبد قديم، أو (...)
نسمع مصطلح (القريعة) يتردد كثيرًا في نقاشات أو جدالات بعض كبار السن، فما هي (القريعة)؟
إذا ما تم النظر في أساليب الري (العَثّرية) في بعض القرى السروية نجد أن الحقول الزراعية تُروى من خلال انحدار مياه الأمطار من أعلى المرتفعات التي تسمى (المسايل) جمع (...)
تدخل المكتبة العامة فتلحظ السكون يخيم عليها، وتقلب سجل الزيارات لترى أمامك صفحات خالية بالأيام.
تصعد إلى الطوابق العليا فتنظر إلى ذلك الأثاث المكتبي القديم العائد لفترة السبعينيات والثمانينيات الميلادية، أما الغبار فقد ألفته الكتب وطالت تلك (...)
ابن سينا إسماعيلي خبيث، والخوارزمي ملحد، والفارابي باطني، وابن رشد زنديق، أما الرازي فشيخ الملحدين! ولا تنسى الجاحظ فهو مبتدع وضال! وغيرهم كثر من علماء وعباقرة الحضارة الإسلامية العربية لم يسلموا هم أيضا من سياط أهل التصنيف.
إن هذا التصنيف الفضّ (...)
نذهب إلى جدة فنجد فيها جمعية أهلية للتراث تعتني بمواقع التراث العمراني، وعندما نزور القنفذة نرى أمامنا جمعية خيرية للتراث تساهم في توثيق تراث المحافظة، وتعمل على تأصيله في المجتمع ونقله بين الأجيال، وفي عنيزة جمعية للتراث لها حراك فعال، وكذلك في (...)
تُرى أين يكمن الخلل؟ أيكون في الفرد الذي لا يستطيع كسر القيد؟ أم في المجتمعات التي تمارس الاغتيال المعنوي عبر فزاعة (المنقود)؟.
في الحقيقة لا معنى لحياة الإنسان دون التحلي بالقيم الفاضلة، والمبادئ السامية، والأخلاق الرفيعة، فضلا عن العلم والمعرفة (...)
بينما القوم في مجلسهم يتجاذبون أطراف الحديث، يطلب أحدهم قائلا باللهجة الدارجة: «حدن منكم ياتينا بعِجّبَة»، فيبرز فيهم من هو خفيف الظل صاحب شخصية مرحة، ويتقمص بطرافة شخصية أحد أهل القرية، أو يقلد رجلا هرمًا بشكل فكاهي، وفي أحيان قد يقلد الأصوات (...)
بشكل لا يُطاق تكثر اليوم المخاصمات والخلافات في المجتمعات القروية، وقد لا أبالغ إن قلت «غالبا مجتمع القرية العسيرية لم يعد سوى تجمع سكاني خالٍ من الوئام المجتمعي بفعل الجفاء، بينما القليل من القرى ظلت ملتزمة بتقاليدها التي تضمن سلمها المجتمعي، (...)
"ابن سينا إسماعيلي خبيث، والخوارزمي ملحد، والفارابي باطني، وابن رشد زنديق، أما الرازي فشيخ الملحدين! ولا تنس الجاحظ فهو مبتدع وضال!"، وغيرهم كثر من علماء وعباقرة الحضارة الإسلامية العربية لم يسلموا هم أيضا من سياط أهل التصنيف.
إن هذا التصنيف الفظ (...)
كم هو يثير الاستغراب ذلك المدرس البَقّال الذي لا يفارق يده دفتر الحساب بتاتاً، ممسكاً به طوال وقته فيزيد هذا وينقص ذاك، كأنه في (بقالة) يجرد فيها حسابات الزبائن! فمنذ أن تبدأ الحصة إلى أن تنتهي وهو يجول في الفصل، ذهاباً وإياباً لا يُريح ولا يستريح (...)
تُرى كيف حافظت قرطبة اليوم على هويتها العمرانية العربية في الوقت الذي تجردت منها بغداد؟ مع العلم بأنه يكاد يجمع المؤرخون أن بغداد كانت تقف في المرتبة الأولى، تليها قرطبة في المرتبة الثانية، من حيث المستوى الحضاري في القرون الوسطى.. وهذا التقييم (...)
جلستان فقط مع عالم الآثار ويليام بتري كانتا كفيلتين بأن يقع الشاب الرسام في غرام الآثار المصرية، لكن علماء الآثار الذين كانوا يرفضون هذا الشاب المتطفل لم يخطر لهم ببال أنه ذات يوم سيتحقق على يديه ما عجز عنه غيره، وهو أهم اكتشاف أثري في القرن (...)
إنه قانون الصحراء هناك أبعاد مختلفة للموضوع إنه يعد هذا الأمر مشروعه الخاص علينا أن نأخذ بعين الاعتبار أنه في حالة نفسية سيئة هذه الأيام، وعبارات كثيرة متنوعة نسمعها تُقال في مسلسلات تاريخية عربية!. ليس من المعقول ولا المقنع أن تنطق شخصيات من العصور (...)
القياس أو المقارنة اللاواقعية بين عصرين متباعدين زمنيا وربما جغرافيا، حيث لكل منهما واقعه السياسي والاجتماعي والاقتصادي، ذلك عدا عن الاختلاف والتباين الثقافي من بيئة لأخرى، مقارنة ترسم لوحة من الوهم، تتشكل من خلالها صورة غير واقعية لدى الناظر إليها، (...)
في يوم الجمعة كان يسير وراء جده الملك باتجاه خفيف نحو اليمين، وما كاد الملك يدخل المسجد الأقصى ويخطو بضع خطوات حتى ظهر رجل كان يمسك السلاح، وقبل أن يستطيع أحد أن يبدي أية مقاومة، أطلق النار، فأصيب الملك في رأسه، وسقط وقد انتشرت عمامته على الأرض. (...)
يبدو أن تراثنا الشفهي ستطمره رمال النسيان والتجاهل، ما لم نستخرجه وننفض عنه غبار الشك، ونأخذه في الحسبان.
فمعظم الباحثين أشاحوا بوجوههم عن هذا الموروث الثمين، ويمموا وجوههم فقط نحو التاريخ المكتوب، متناسين أن جُلّ ثقافتنا التاريخية -والأدبية خصوصا- (...)