في روايته الثالثة الصادرة عن دار مسكيلياني للنشر والتوزيع، يأخذنا الروائي عبدالله الوصالي بحرفية شديدة وبعيدًا عن المباشرة أو الخطاب السياسي المؤدلج في رحلة مشوّقة مدتها (عشرة أسابيع بجوار النهر). يطرح عبرها قضايا عديدة، لامسًا جروحًا وجودية (...)
تمسح بيدها سحارتها المطرزة. تزيل كافة ذرات الغبار. وتفتحها بأناة. تخرج أحشائها: دمية خشبية زجاجة عطر فارغة، منديل قماش أبيض قديم. تقربه من فمها وتتذكر يوم عرسها. وأصابع زوجها تختطفه قبل أن تناله يد المأذون وسط ضحكات الموجودين الصاخبة. قميص نوم أحمر (...)
إهداء الى الشاعر أسامة بدر
* 1 -
تعنيف الأب لم يثن الفتى عن تكرار محاولاته الفاشلة، يتسلل كل ليلة خفية، يذهب لحقل والده يغرس النغمات بالأرض، ينثرها من ناي قديم ويثبتها برفق، لم ينجح يومًا.
* 2 –
لبنى صبية، زارها خراط البنات، انتصب العود وأزهرت، (...)
رواية "أقدار البلدة الطيبة" للكاتب عبدالله الوصالي تثير الكثير من المتعة والتأمل لعمل يعتمد على خلطة متقنة من رفاهة اللغة, وتنوع أساليب السرد, والإيقاع السريع البطيء مثل قطعة موسيقية. المكان بمحوريته يطوق النص من كل ناحية, ويصبغ اللون البني الداكن - (...)