عمري إحدى عشرة سنة... أدرس في الصف السادس الابتدائي... لا أختلف عن باقي الأطفال إلا في شيء واحد... أبي... أنا... لي أبٌ مختلف... أعرف أن أبي رجلٌ عظيم... أبي الذي كنت أراه نادرًا... وأشتاق إليه دائمًا... كان يحدثنا من هاتف له مزاجه الخاص... فمرات (...)
هتفت وهي تتجه بخطوات سريعة إلى حجرة النوم «لن تجدني هنا عندما ترجع من العمل»، سمعت رده الغاضب عليها قبل أن يغلق الباب بعنف «افعلي ما شئت».
دخلت وسحبت الكرسي الثقيل قريبًا من الدولاب، طالما داعبها بسبب قصر قامتها كلما طلبت منه إنزال الحقائب.. لن (...)
اسمي أبيض.. قد أكون الأخير من نوعي.. أعتقد أنه لم يعد هناك من يستخدمني منذ اختراع المناديل الورقية.. ربما بقيت بعض الأنواع الحريرية الملونة التي توضع في جيوب السترات الرسمية للزينة.. لكن النوع الكتاني الأبيض الذي انتمي إليه أصبح نادر الوجود.. أنا (...)
استيقظت فزعة.. ظلام دامس يحيط بي... لا بد أن الكهرباء انقطعت مرة أخرى... تبًا لهذه الحرب اللعينة التي تأبى أن تنتهي.. أكره الظلام.. لذا أنام وبجانبي مصباح صغير أتركه مضيئًا طوال الليل.. أتحسس فراشي.. يبدو أبرد من المعتاد.. نسمات خفيفة تلامس وجهي.. (...)
أنهت المكالمة وهي لا تصدق.. هل يعقل أن تحتاجه مرةً أخرى؟ بعد كل هذه السنوات.. سنوات أطول من أن تحصيها.. هل لا يزال موجودًا؟ ربما سرق.. أو ضاع.. ربما لم يعد كسابق عهدها به.. مشاكس.. لماح.. لا يتوقف عن العمل أبدًا.
مسحت نظارتها العتيقة.. وأمسكت (...)
يعد عبدالقاهر الجرجاني متوج الأعمال البلاغية في أدبنا العربي وقد اشتهرت هذه النظرة عند الدارسين والباحثين في الأدب العربي.
فكان نتاجه العلمي لا سيما كتابية (أسرار البلاغة) و(دلائل الإعجاز)، مادة أساسية للدارسين من بعده في البلاغة ووعلومها.
وفي (...)
أضم مجموعة من الكتب إلى صدري لأحاول حمايتها من قطرات المطر المتساقطة.. وأحث الخُطى نحو أقرب سيارة أجرة حتى تأخذني إلى الفندق الواقع في أحد أحياء لندن، دخلت إلى المكتبة الواقعة في شارع «ادجوير رود» بحثًا عن كتاب واحد، لكن كلمة السر التي همست بها (...)