في الثالث عشر من فبراير عام 2007 الموافق يوم الثلاثاء، كانت السماء ملبدة بالغيوم، وكنت في الضحى أجلس على الأرجوحة في فناء بيتنا، آنذاك كنت فتاة الرابعة عشرة، وكانت الحياة أمامي ممتدة امتداد السماء التي لا تُرى حدودها.
كنت أرنو إلى الأعلى باتجاهها، (...)
حدثني، لتخبرني أن هذا الحزن حتما منجل.
في داخلي وجع من غور الحياةْ، لست أدري، أو ربما تعب، لكني أدري أن حمله الثقيل أثقل خطوتي. أمشي، وأسحب خلفي الخطى ثقيلة، وأفصح عن محيا يحبس دمعتي.
سيل من الدموع لا ينهمر، ليس خوفا، لا، ولا خجلا، لكنه لا يدري من (...)
عائدة إلى لغتي أستريح بها من حرب اللغات،
أتيتها وفي القلب تعب،
أجر خلفي قافلة الكلمات.
لغتي يا بسملة الوضوء،
يا فاتحة الصلوات،
يا تهليل الفلاح العربي،
يا نهر النيل،
يا ماء دجلة والفرات.
تعالي،
تعالي واجلسي ها هنا جنبي،
واتلي علي الأغنيات.
إني أتيتك (...)
ارْفَع لنفسك بعد موتك ذكرها
فالذِكر للإنسانِ عُمرٌ ثانٍ
قرأت هذا البيت لأحمد شوقي في حصة الأستاذة هدى المجلاد الأخيرة لذلك اليوم، في كتاب مقرر الأدب العباسي الخاص للصف الثاني الثانوي، وما كانت إلا لحظات معدودة حتى ضرب الجرس، وتوجه الجميع في ازدحام (...)
«خذ من العلماء إنسانهم أولاً، عِلْمهم ثانيًا». كتبتُ هذه العبارة بعد أن راجعت الحصيلة العلمية التي اكتسبتها من العلماء الذين تتلمذتُ على أياديهم وفكرهم؛ إذ لاحظت أن العلم الذي اكتسبته منهم - على نفعه - لم يكن أسمى نفعًا من إنسانهم الذي صقل (...)
النمر لا يستطيع أن يهجم على الإنسان ما لم يكن الإنسان خائفًا منه.. اكتسبت هذا الاعتقاد حين كنت في سن صغيرة، وما زال يرافقني مع امتداد الأعوام، لم تستطع ذاكرتي التخلص منه، لكنها تخلصت من المصدر الذي اكتسبته منه؛ إني أحاول جاهدة لكني أعجز عن التذكر ما (...)
مع انفتاح العالم، والعولمة، أصبح من الضروري تعلم اللغات، وبما أن اللغة الإنجليزية هي اللغة العالمية في هذا الوقت؛ تتقدم أهمية تعلمها في الصدارة، فيجد الإنسان نفسه مضطرًا لتعلمها، سواء العربي أم غيره.
ومن البديهي أن اللغة الإنجليزية يتعلمها العربي في (...)
هل هي نهاية الهجاء؟.. وجدتني أرصد هذا السؤال، وأنا أتأمل وضعية غرض الهجاء الشعري، أو فن الهجاء الأدبي في هذه الفترة المتأخرة على الساحة الأدبية.
فإن فن الهجاء فن عريق أشرق منذ بدايات ظهور الشعر العربي؛ ولأن الشعر لا يكون شعراً إلا بكتابة الكلمة (...)
إحسان عبدالقدوس، روائي مصري أشهر من التعريف، له روايات عدة، تحول معظمها إلى أعمال سينمائية، من بينها روايته» أنا حرة»، والتي سأقدم قراءة لها في هذه المقالة من جانب واحد فقط، قراءة» وحدة المرأة».
تحمل الرواية رسالتين: ظاهرة، وهي القراءة الأولى على (...)
وما أنا بصدده هو بلاغة عنونته في هذه المعضلة باختياره «وهم» مع كلمة «السلطة»، و»الحنين» مع كلمة «الامتياز»؛ إذ إن من اعتلى السلطة لن يستطيع تقبُّل فكرة أنه فقدها، فيبقى في حالة دائرة الاعتزاز الذي سياجها الوهم. أما الامتياز فهو أقل درجة من السلطة. (...)
فيما كنتُ أرنو إلى رفوف مكتبتي، أفكر في كل شيء بوقت واحد، وقعت عيني على عنوان ديوانه الشعري «نهر بين جنازتين»، فإذا بالعنوان يشتت الأفكار هباء منثورًا، ولم أجدني إلا أهتف قائلة: لو كنتُ رسامة لرسمت لوحات من عناوين بنّيس!
لم أنهِ حتى اليوم قراءة كامل (...)
من ذا الذي يعيش في هذا العصر ولا يلحظ أنه عصر السرعة؟ السرعة المخيفة، نعم، مخيفة! إلى الحد تفوق الكومبيوتر على صانعه الإنسان، فهل يمكنه تدارك هذه السرعة التي فلتت من يده، والحد منها في مختلف مجالات الحياة؟
ما أنا بصدد الحديث عن مجال من هذه المجالات (...)
لا يخفى على أي دارس ولا أي مختص في الأدب العربي تقسيم عصوره، وهي التي تبدأ بالعصر الجاهلي، ثم عصر صدر الإسلام، يليه العصر الأموي، والعصر العباسي تزامنا مع العصر الأندلسي، ثم عصر الدول المتتابعة «عصر الانحطاط»، وأخيرا عصر الأدب العربي الحديث، الممتد (...)
أقف خلف المشهد، وأشعر بشلل نفسي يحول بيني وبين تغيير الحداثة المعطوبة في الثقافة العربية اليوم. الحداثة المعطوبة، هكذا سماها أستاذي محمد بنّيس! هذا العطب الذي يتمدد بالثقافة العربية، جراء قراءات خاطئة لتاريخانية العربية، وعوامل أخرى، تهدم كل ما بُني (...)
أقف خلف المشهد، وأشعر بشلل نفسي يحول بيني وبين تغيير الحداثة المعطوبة في الثقافة العربية اليوم. الحداثة المعطوبة، هكذا سماها أستاذي محمد بنّيس! هذا العطب الذي يتمدد بالثقافة العربية، جراء قراءات خاطئة لتاريخانية العربية، وعوامل أخرى، تهدم كل ما بُني (...)
في الوقت الذي تقلد فيه العالم الغربي التطور من حيث (العلم، الطب، التكنولوجيا، الصناعة... إلخ.) أحدث هزة نفسية لدى الأمم الأخرى؛ فظهرت جراء ذلك شرذمة من العرب، تريد اللحاق بركب التطور. هذا التطور المصمم على الهوية الغربية أولا، وعلى الإنسانية ثانيا؛ (...)
في الوقت الذي تقلد فيه العالم الغربي التطور من حيث (العلم، الطب، التكنولوجيا، الصناعة... إلخ.) أحدث هزة نفسية لدى الأمم الأخرى؛ فظهرت جراء ذلك شرذمة من العرب، تريد اللحاق بركب التطور. هذا التطور المصمم على الهوية الغربية أولا، وعلى الإنسانية ثانيا؛ (...)